عبدالله العمري
«أشياء غريبة تحدث، وكأن المقصود إفشال الدوري وقتل المنافسة فيه!».
كانت تغريدة من معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة مبديًا فيها تضجره من تأجيل مباراة الهلال وأُحد في حين لم يتم تأجيل مباراة النصر والوحدة، رغم أن النصر هو الآخر مشارك في بطولة زايد للأندية العربية مثل الهلال.
وقد سارعت لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم بإصدار بيان توضيحي عن سبب هذا التفاوت في التأجيل رغم أن الناديين يشاركان في الاستحقاق العربي نفسه. وأعتقد أنه بيان وضع الكثير من النقاط على الحروف، وفيه تبرئه لموقف لجنة المسابقات، وتأكيد أن اللجنة تنظر لجميع الأندية بعين واحدة خلاف ما يردده بعض البكَّائين الذين جُبلوا على نظريات التشكيك والمؤامرات منذ سنوات طويلة جدًّا.
لكن الأمر الذي يستحق التوقف عنده هو اللخبطة العجيبة والغريبة في مباريات الدوري من تأجيل وتقديم؛ وهو ما أفقد دورينا الكثير من المتعة والتشويق والإثارة، وأصبحت الجماهير الرياضية لا تعرف متى وفي أي توقيت ستُلعب مباريات الدوري بسبب كثرة المباريات التي تم تأجيلها وتقديمها، ومعها سندخل موسوعة غينيس بأننا أصبحنا أكثر دوري بالعالم أُجري فيه تغيير على مواعيد مبارياته، وباتت الجماهير الرياضية لا تعرف موعد بعض المباريات بالدوري إلا في يوم المباراة، وبساعات.
هذه الربكة الكبيرة في جدول مباريات دوري الأمير محمد بن سلمان ليس فيها من الاحترافية شيء أبدًا؛ فكثرة التعديلات لا تجلب أو تشجع الرعاة والداعمين على الاستثمار بدوري لا تُعرف مواعيد مبارياته رغم أننا اليوم على أبواب لعب مباريات الجولة الحادية عشرة من عمر الدوري، وعلى مقربة من نهاية الدور الأول بالدوري.
نعم يا معالي المستشار، هذه اللخبطة بمواعيد المباريات ستقتل المنافسة والإثارة، وفيها تشويه كبير لدوري طموحنا فيه كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أن يكون واحدًا من أقوى عشرة دوريات على مستوى العالم.
فمن المستحيل أن يكون دورينا من ضمن الدوريات النخبة في العالم ومواعيد مبارياته غير معروفة. ولكي أكون منصفًان ما يحدث من تأجيل وتقديم لا يتحمله لجنة المسابقات وحدها؛ فوكالة الشؤون الفنية بالهيئة العامة للرياضة تتحمل الجزء الأكبر من ذلك بسبب أنها قد أعلنت بالحفل الافتتاحي الذي أُقيم للدوري بمحافظة جدة قبل بداية مباريات الموسم جاهزية جميع ملاعب ومدن المملكة الرياضية لاستضافة مباريات الدوري إلا أن الحقيقة كانت خلاف ذلك؛ فبعض الملاعب لم تكن جاهزة تمامًا؛ وهو ما سبَّب ربكة ولخبطة كبيرة في روزنامة مباريات الدوري.
فإذا كنا ننشد دوريًّا قويًّا ومتابعًا من الجميع يجب علينا إعادة النظر فيما يحدث من فوضى في مواعيد ومواقيت المباريات، ويجب أن تتوقف هذه التأجيلات مهما كان السبب، ولا يُسمح فيها إلا بنطاق ضيق، ووفق ظروف معينة وصعبة جدًّا.