موضي الزهراني
احتفل العالم الأسبوع الماضي في يوم 25 نوفمبر 2018 باليوم العالمي «لمكافحة العنف ضد النساء» تحت شعار «اتحدوا - قل لاااااا» وهو من الأيام المهمة في قائمة الأيام العالمية التي قررتها الأمم المتحدة، حيث تتابع إنجازات وتقارير الدول أجمع سنوياً تجاه النهضة بأوضاع النساء على مستوى العالم، وما تقدمه تلك الدول من تقارير يتم مناقشتها تحت قبة الأمم المتحدة! ولكن لو استعرضت الإنجازات العدلية والحقوقية على المستوى المحلي للسنوات الأخيرة، لشهدنا جميعاً بأنها إنجازات تدعو للفخر المحلي، والتمكين الحقوقي الدولي، وخاصة تلك القرارات التي واجهت وعالجت إجراءات ومفاهيم كثيرة على مستوى مختلف من المؤسسات والأفراد وساهمت لدينا في إيقاع العنف على فئة من النساء سابقاً ولسنوات طويلة! وبذلك انخفض مؤشر الصمت لدى كثير من النساء عن سابقه، لثقتهن القوية بأن هناك تحرك عدليّ قوي تجاه أوضاعهن الاجتماعية والحقوقية! حيث أنجزت وزارة العدل من بعد برنامج التحول الوطني الأول مبادرات وقرارات عدليّة عالجت الكثير من القضايا والشكاوي الأسرية، وعدّلت كثيراً من الإجراءات غير العادلة تجاه بعض الحقوق الشرعية للنساء المطلقات والأرامل والصغيرات أيضاً! وكان من أهم مبادراتها التي حققت صدىً فاعلاً على مستوى الأسرة هي «مبادرة شمل» والتي تهدف إلى توفير مراكز متخصصة لتنفيذ أحكام الحضانة والرؤية والزيارة ضمن بيئة ملائمة للمحضونين وذويهم، وذلك لتحقيق الأمان للعائلة ذات الأبوين المنفصلين، والتخفيف من تنفيذ طلبات الرؤية عن طريق المحاكم والمراكز الأمنية! وما هذا إلا نتاج اهتمام فريق العمل العدلي خلال برنامج التحول حينها بما يحقق الاستقرار الأسري للمطلقات وأطفالهن، والذي سينعكس بلا شك على استقرار المجتمع والحدّ من اضطهاد المطلقات وهضم حقوقهن! لذلك فإن اختيار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ملف «تحدي تزايد حالات العنف الأسري» من ضمن ملفاتها في برنامج التحول الوطني الأول أيضاً لم يكن من فراغ، حيث اشتمل الملف على مبادرات هامة جداً تختص بجميع الجهات المعنية بتطوير آليات العمل لمواجهة العنف ضد النساء من بداية مراكز الدعم للتواصل لطلب الاستغاثة والتدخل للحماية وإيقاف العنف، إلى أهمية نشر برامج الوقاية والتوعية على مستوى المجتمع، والمطالبة بإنشاء جهة عليا متخصصة في مجال الحماية الأسرية «من الأفضل» تقودها مختصات في هذا المجال! ولكن للأسلو تم إنجاز 50 % من تلك المبادرات لأصبحنا من الدول المنافسة في مجال حقوق النساء المُعنفات، وحققنا الأهداف الاجتماعية ذات المضامين الأسرية لرؤية برنامج التحول الوطني في وقت قياسي! «نداء موجه لوزير العمل».