حل الشيخ صالح المغامسي ضيفا على منطقة عسير ،وفي نادي أبها الادبي تجلى شيء من أدب الشيخ وزهده ووقاره ،كان الجمع المبارك يهفو إلى لقاء معه ،كيف لا وهو من اتفق على حبه الناس وأجلوه وأحسنوا الظن به .
للشيخ سمت وقار وقبول يعجز الكثيرون عن تفسيره ،ولكنني أظن أن الشيخ قد صدق الله، فصدّقه الناس، يتجلى هذا في حديثه المباشر والواضح والصريح، وغزارة علمه وقدرته على النزول إلى مستوى البسطاء من عامة الناس ،فيتقبلون علمه وجهده ودروسه بقبول حسن ،ويرون فيه بعدا جديدا ومشرقا في مفاهيم التدين ومسائل الدنيا .
الجميع يعرف أن الشيخ متخصص في اللغة العربية بدءا، وبعد ذلك هيأ الله له همة عالية وتوفيقا من عنده ليتجه إلى القرآن وعلومه، وللشيخ قناعته الخاصة في فهم القرآن الكريم وتدبره وتعلمه وتفسيره، تبدأ من فهم لغة العرب شعرا ونثرا ،وأياما واحداثا ،فكما يردد الشيخ دائما قول الله تعالى :-(إنا أنزلناه قرآناً عربيا لعلكم تعقلون )، والعربي هنا تعني حسب تفسير الشيخ لغة العرب في شعرهم ونثرهم التي أطرت حياتهم وحراكاتهم وحوادثهم ،وهذا ما أكسب الشيخ بعدا آخر في التعاطي مع القرآن وإجادة فهمه وتفسيره وتيسيره للناس تلاوة وحفظا ومدارسة.
في ذلك المساء تجلى الشيخ فى سعة ذاكرته وحبه للشعر قديمه وحديثه ،وقدرته من خلال إلقائه وإحساسه على إيصال المعاني الجميلة والمرجوة إلى المستمعين كافة ،شاهد ذلك صغار السن والذين أكدوا من خلال استماعهم وانتباههم للشيخ أن المتحدث عندما يهبه الله القبول فإنه يستطيع الوصول إلى كل الشرائح العمرية في المجتمع .
المغامسي منعطف مهم في تاريخنا الثقافي والاجتماعي ،وأسلوبه الجديد في تفسير القرآن يعطيه ريادة المرحلة وقيادتها في هذا المجال، وخاصة أنه منكب على هذا النوع من الدروس ومجتهد بطريقة تجعله من المحبين لكتاب الله وتفسير آياته .
في ذلك المساء الأبهاوي الجميل ،تجلى الحضور والمكان والزمان بتجلي الشيخ ،وأكد أن بلادنا ولادة بالعلماء والدعاة والمفكرين الذين يرسخون ريادة هذه الأرض وأهلها ،ولم لا ،فنحن أرض الرسالة ومولد خير خلقه، وبلادنا هي قبلة الإسلام ومهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين .
- علي المطوع