خالد بن حمد المالك
عندما عصفت الأزمة المالية بالعالم عام 2008م، كان على دول العالم أن تبحث عن صيغة ومخرج لبناء توافق جديد على أعلى مستوى سياسي، فانبثقت فكرة مجموعة العشرين، وضمن أهدافها استقرار الاقتصاد العالمي، معتمدة في ذلك على هذا التكتل الذي يضم 19 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي، ومن هذه الدول المملكة العربية السعودية، وجاء تمثيل هذه الدول لأنها مصدر 85 % من الناتج الاقتصادي العالمي، وتضم ثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة الدولية، وقرابة 80 % من إجمالي حجم الاستثمار العالمي.
* *
وفي ظل التحديات المالية التي تواجه العالم، فإن هذا المنتدى الاقتصادي العالمي هو الأهم، ويعرف على أنه منصة رئيسة للتعاون الدولي، وتسهم المنظمات الدولية الرئيسة والدول المشاركة في القمة في صنع السياسات الخاصة بمجموعة العشرين، وبينها البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، والأمم المتحدة، أي أن قمة بوينس أيرس - العاصمة الأرجنتينية - سوف تستقبل أكثر من ثلاثين قائداً عالمياً.
* *
هذا المؤتمر الذي يعقد بعد ساعات من كتابة هذا المقال، سوف تركز فيه الرئاسة الأرجنتينية على مستقبل العمل، والبنى التحتية للتنمية، والمستقبل الغذائي العالمي المستدام، مع عرض لمنظور أمريكا اللاتينية لمستقبل العالم أمام مجموعة العشرين، وصولاً إلى بناء توافق في الآراء بين القوى المالية الكبرى لتحقيق التنمية التي توفر فرصاً متكافئة للجميع، ومعالجة التحديات التي تواجهها الدول في خضم الأزمات الاقتصادية التي تتكرر من حين لآخر.
* *
واختيار المملكة لتكون العضو العربي الوحيد في هذا التكتل الاقتصادي العالمي لم يأت من فراغ، فاقتصادها يشغل المرتبة الـ16 بين دول العالم، ولها إسهامات مهمة، في إيجاد الحلول المناسبة لأزمات اقتصادية كثيرة واجهها الاقتصاد العالمي، بما أهلها لأن تكون ضمن قادة دول العالم الأهم، للاستفادة من خبراتها وإمكاناتها، واستثمار قوتها الاقتصادية بتوظيفها في التصدي لأي أزمات مالية عالمية قد يواجهها العالم.
* *
والأمير محمد بن سلمان، إذ يوجد في العاصمة الأرجنتينية قبل موعد انعقاد القمة الاقتصادية الأهم والأكبر بيومين، إنما يأتي ذلك حرصاً من ولي العهد للتحضير المبكر لعرض تجربة المملكة ودورها في هذا المحفل الدولي، كونها أكبر منتج ومصدر للنفط، ويلعب إنتاجها دوراً رئيساً في إنعاش الصناعات في العالم، بما لا غنى لقمة مجموعة العشرين من إعطاء هذه الأهمية لدور ينتظره من المملكة للإسهام مع الدول الأخرى في خلق السياسات التي تساعد على تجاوز الأزمات الاقتصادية في العالم.