مها محمد الشريف
دخول المملكة العربية السعودية إلى مجموعة العشرين الدولية التي تضم أقوى 20 اقتصادًا حول العالم، في هذا المقام ننظر للمعارف المشتركة والافتراضات المسبقة والعوامل التي تحدد ذلك الدور على مستوى الأقوال والأفعال ومراعاة الفضاء العمومي، لنخلص إلى أن لها الأسبقية في الأدوار المؤثرة على الاقتصاد العالمي.
لذا، فإن الفضاء المشترك يساعد على تبادل وتعدد الأطراف الفاعلة في منظومة الاقتصاد العالمي، وتمتلك قناعة مفادها المطالب والأهداف المشتركة، ومعايير تحدد الوعود والالتزام بها، وقراراتها المتوازنة التي شهدت الكثير من الأحداث خلال سنوات ماضية، والحفاظ على مصالح جميع الدول المتقدمة والنامية.
وفي قمة العشرين المقامة في الأرجنتين للسعودية موعد مع حضور مؤثر بمشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والوفد المرافق له، سيكون لرؤية 2030 مساحة في قمة العشرين ومجالاً مطروحاً يتوافق مع الحراك العالمي بحسب الدواعي والإرادة القوية وكل ما تريده المملكة قابلاً للإنجاز بالشكل الذي خطط له وتقارب وجهات النظر وسبل تفعيلها وتخطي العقبات وتجاوز الصعوبات والمضي قدماً في صناعة السياسات الاقتصادية العالمية.
وفضلاّ عن ذلك تاريخ العلاقات السعودية الأرجنتينية وممستقبلها، كوجهة سياحية عبر عنها سفير المملكة لدى الأرجنتين رياض الخنيني، وتاريخ العلاقات أفضى إلى هذا التوافق، ومن هذه الناحية بالذات يتعين مشروع سياحي تحدد معالمه، فالمملكة لها دور فاعل في رسم سياسة الاقتصاد العالمي وركيزة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وريادة في المجال الاقتصادي والنفطي وسوق آمن للاستثمارات من مختلف دول العالم، لولا بعض القضايا التي تواجه قمة العشرين بعد فرض الرئيس الأمريكي ترامب رسوماً جمركية على شركائه ومنهم الصين، ولكن لقاء الزعيمين قد يبعث بالأمل وتنفرج الغمة بين البلدين.
وبالنظر إلى طبيعة قوة السعودية في أسواق واقتصاديات النفط لا تعتمد على حجم الاستثمارات في الصناعة النفطية وهذا ما يميزها عن دول العالم، فصادرات دول العالم تقدر بقيمة 18 ترليون دولار سنوياً لجميع السلع وأكبرها النفط بقيمة 2 ترليون دولار، وهذا ما يجعل للسعودية أهمية كبيرة، حيث إنها المصدر والمؤثر الأكبر في التبادل بين دول العالم.
ولنقل لماذا المملكة الدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين..؟، ويتساءل كثير من الناس، فتكون الإجابة على قدر وحجم أهمية دورها المحوري في ضمان استقرار أسواق النفط العالمية بما يدعم الاقتصاد الدولي، ودعمها لأسعار منصفة للنفط مساهمة منها في الحفاظ على النمو العالمي، وحفظ مصالح المنتجين والمستهلكين، ومن جانب أكثر أهمية موقعها الذي يربط بين ثلاث قارات، مما يجعلها قادرة على طرح وجهات نظر مميزة ونادرة على طاولة مجموعة العشرين.
ومن جهة أخرى، يكون دورها كمساهمة بفعالية تضبط خصائصها انطلاقاً من منظومتها في تمويل المركز العالمي للبنية التحتية، وإنتاج المملكة ما يقارب 13 % من كامل الإنتاج النفطي العالمي، واحتلالها المركز الأول كأكبر مصدر للبترول، فضلاً عن قدرتها التصديرية العادية والاحتياطية وقدرتها على إعادة بناء الواقع لمواجهة أي اضطراب في الأسواق العالمية، ودعم المملكة لريادة الأعمال النسائية، وتقديم مساهمات مالية لتمويل رائدات الأعمال.
إننا لا نستطيع عرض تاريخ كامل لدولة بحجم المملكة العربية السعودية في مقال أو في كتاب، فكل دراسة تاريخية لا يمكن تناولها في فترة زمنية قصيرة تعرض التطور ويظهر في شبكة مترابطة من الأسباب والنتائج، ونفخر بأن مملكتنا لها دور إستراتيجي ومؤثر في الاقتصاد العالمي، وتضاءل نسبة الدين إلى الناتج المحلي، وترتيبها يقع في المركز الثالث كأكبر احتياطي نقدي، وفي المركز العاشر كأكبر دولة من حيث المساحة ورقعة مقدسة تضيء الكرة الأرضية بنورها.