فهد بن جليد
مُشاركة السعوديين للإمارات في احتفالاتها باليوم الوطني الـ47 - الذي يُصادف اليوم الأحد الثاني من ديسمبر 2018م - هي تأكيد على عمق الوحدة التي تربط قيادة البلدين, وتعكس مدى تلاحم الشعبين الشقيقين, في صورة فريدة من التكامل ووحدة المصير والدم والتاريخ، والتطلع للمُستقبل برؤى وأهداف مُشتركة, فما زلنا نذكر بالحب والتقدير كيف شاركنا الأشقاء الإماراتيون احتفالاتنا باليوم الوطني الـ 88 في الثالث والعشرين من سبتمبر الماضي, عندما شعر كل سعودي في الإمارات بأنَّه داخل المملكة، وهو الشعور ذاته الذي يعيشه الإماراتيون اليوم في السعودية, بل ووصل صداه إلى داخل الإمارات, بصدق المشاعر السعودية في تجسيد واضح لمعاني الأخوة والمحبة والاعتزاز بعلاقات صادقة وإستراتيجية راسخة, ومواقف خالدة بين البلدين.
هذا التكامل والتناغم النوعي في العلاقات الثنائية التي تجمع بين الأشقاء, تجاوز مفهوم علاقات الجوار بين الدول إلى ما يدلُ على الشراكة الحقيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين كواقع ملموس ومُعاش ينظر إليه الجميع (كنموذج) حقيقي وفريد يُحتذى به في العلاقات الخليجية والعربية, بجملة من المواقف الراسخة لدعم السلام والأمن والدفاع عن مصالح العرب والمُسلمين, وبما يضمن الاستقرار والسلم العالمي من خلال مواقف مُتطابقة ومُشتركة ومُوَّحدة, يتوجها تبادل الزيارات المُستمر بين قادة البلدين, وما نتج عنها من إنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي, النموذج الصادق والعملي لبناء شراكة حقيقية بين البلدين, عبر 44 مشروعاً متنوعاً لصالح تنمية واستقرار ونمو البلدين والشعبين اقتصادياً واجتماعياً.
العلاقات السعودية الإماراتية تتطور وتكبر وتتعمَّق يوماً بعد آخر, في حالة نادرة بين علاقات الدول وهو ما يصبُّ في مصلحة العرب والمُسلمين, فالبلدان يعملان على التعاطي مع القضايا والمستجدات العربية والعالمية بشكل متوازن, وبمواقف مُعتدلة تحفظ للأمة العربية والإسلامية مصالحها ومكانتها اللائقة والمُناسبة, كما يحدث في ملفات مثل اليمن وإيران ومُكافحة الإرهاب وغيرها من الملفات والقضايا التي يعمل عليها البلدان بمزيد من التنسيق والتشاور. هذه الذكرى ستبقى مُناسبة أخرى عزيزة ومجيدة على قلوب السعوديين وهم يُشاركون الأخ والعضيد أفراحه, وكل عام والإمارات الحبيبة وحكامها وأهلها بألف خير.
وعلى دروب الخير نلتقي.