فهد بن جليد
تكريم العامل الهندي (ميدو) من العائلة السعودية التي عمل لديها 35 سنة في حائل، قصة لن تجدها منشورة في جميع وسائل الإعلام التي كانت ستنقل الخبر وتبرز تفاصيله بشكل لافت، لو كانت الحالة مُغايرة، بهدف تعزيز الصورة النمطية الخاطئة والظالمة عن المجتمع السعودي وتعامله مع المُقيمين، التي يُروِّج لها بعض المُغرضين لأسباب متنوعة ومُتعدِّدة، تجتمع على هدف سيء وهو مُحاولة الإضرار بسمعة السعوديين وصورتهم عند الشعوب الأخرى، بتعمد نشر الأخبار السلبية وتصيد الأخطاء والتصرفات الفردية التي قد تقع من البعض، ولا تعكس بكل تأكيد النظام القانوني ولا النظام الاجتماعي للسعوديين، وهذا إجحاف بحقنا وتحيز وعدم إنصاف.
ميدو تحصل على راتب تقاعدي مدى الحياة من العائلة السعودية، وتسلم مُكافأة مُجزية بحدود العشرين ألف ريال، وأقيم له حفل توديع وفق التقاليد السعودية لا يقل عن أي حفل آخر كان سيحظى به أي ضيف له مكانة عالية، إضافة إلى عبارات الثناء والشكر، وأنَّ العائلة كانت ترغب ببقائه لإكرامه أكثر بعد أن تم تقديم العلاج اللازم له، ولكن ظروفه الصحية ورغبته كانت محل تقديرهم، لاحظ أنَّ جميع ما سبق غير مكتوب في عقد العمل أو تتطلبه الأنظمة والقوانين، بل هو تعامل عفوي من هذه العائلة الكريمة يعكس طيبة الإنسان السعودي وحسن معشره ووفائه للمُخلصين، قصة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة.
إبراز مثل هذه القصص هو أكبر وأبلغ رد على من يُحاولون تشويه صورة المجتمع السعودي والتشكيك في طيبته، ولعلي هنا أتذكر 3 حالات حدثت مؤخراً، تكريم عامل عربي جنوب المملكة وإهدائه سيارة خاصة وهدايا قيمة من كفيله السعودي وجماعته نظير مُغادرة العامل بعد سنوات خدمة جمعتهم به، أمانة المنطقة الشرقية تكرم عامل نظافة لتصرفه الأخلاقي والمثالي برفع (العلم السعودي) بعد سقوطه بسبب الأمطار والرياح الشديدة، تكريم عامل مدرسة بالمدينة المنور ومُشاركته الفرحة بحفل بعد أن رزقه الله (طفله الأول) بعد انتظار 12 عاماً، المساحة لن تكفي لسرد ما أعرفه شخصياً من قصص ومواقف إنسانية رائعة وخيرة من أبناء وطني تجاه المُقيمين بيننا، وحتماً أنتم تعلمون الكثير أيضاً، فلا يجب أن تبقى مثل هذه القصص حبيسة، ولنحاول إخراجها ونشرها بلا منَّة أو أذى -لإبراز صورتنا الحقيقة وطيبة مُجتمعنا لا أكثر.
وعلى دروب الخير نلتقي.