رجاء العتيبي
لم نرَ أسوأ من السياسة التركية التي يقودها أردوجان تشبه إلى حد كبير بسياسة الجماعات الانتهازية، مثل: الحوثيين وحزب الله والإخوان، سياسة أقل ما يقال عنها أنها (سياسة بجحة)، فيها من الشر أكثر ما فيها من الخير، لا يمكن أن تضبطها ولا أن تفهمها ولا أن تحللها، كلام متناقض وآراء لا تحترم أحدًا، ولا تقيم أي معنى للدبلوماسية الدولية ولا للعلاقات الإنسانية، سياسة وقعت في وحل الضغوط والطمع والفساد والكذب والمراوغة والتضليل.
من يكون أردوجان حتى يهددنا، بأنه لا يريد الإضرار بنا إثر (قميص جمال) الذي ما زال يرفعه بمناسبة وبدون مناسبة، ماذا يريد أن يصل في تصريحاته عقب انتهاء (G20) التي استضافتها الأرجنتين مطلع هذا الأسبوع، كل حديثه كان عن وفاة خاشقجي -رحمه الله- يهمز ويلمز باتجاه ولي العهد، سمو الأمير محمد سلمان، هل لأنه تجاهل الخليفة الواهم في تلك القمة؟ أم لأنه سحب الأضواء منه؟ أم لأنه أحرق كل أوراقه؟ أم لأن الزمن فات العجوز المشاغب وتجاوزه وتركه يغني على ليلاه؟ يا أردوجان أمير المستقبل لا يملك وقتًا للمناورات السياسية، لديه لقاءات مع كبار القوم نقلتها محطات التلفزة في كل العالم. لم يتعظ أردوجان من الجبهات التي فتحها على نفسه بكل اتجاه، في وقت كان الأولى أن يطفئ بؤر الصراع التي تحيط بتركيا من كل جانب كما يفعل القادة الملهمين، ولأنه ليس منهم فتراه في شقاق ونفاق مع العالم المحيط به.
استنزف حكومة قطر وضغط عليها حتى بات قائم مقام دولة قطر، يأتيه تميم صاغرًا في أنقرة ليوقع معه اتفاقيات تخدم الجانب التركي أكثر مما تخدم قطر، لتقف على بوابة قطر حامية تركية تصول وتجول في الدوحة كما يحلو لها.
السعودية ليست قطر يا حضرة الخليفة المغوار، دعك من جنون العظمة، فغيرك كان أشطر، سبقك إليها عبدالناصر وصدام والقذافي وعفاش وانتهوا إلى حيث انتهوا، فلا تكن للخائنين نصيرًا، فلا يغرنك صبر السعودية، فالحكمة السعودية تعرف متى تقول ومتى تفعل، دولة تضع الأمور في مواضعها وعندما تضرب تضرب.
السياسة التركية تستخدم سياسة الأطفال (لعبوني وإلا بخرب) أو بعبارة أخرى (عطوني فلوس أو بخرب), لديك قطر خذ منها ما تشاء لقد أعطت كل ما من شأنه الإضرار بالسعودية فلن تعجز أن تمدك بالمال, خذ منها من ما تشاء, وانتهز أي فرصة تفتح لك قطر خزائنها, ولكن لتعلم أن ما تفعله في المنطقة سيكون وبالاً عليك, فاللصوص لا يطول أمدها إلا وتجد نفسها في طائلة العقاب العادل.