مهدي العبار العنزي
...
واحدة من أهم الأشياء التي يراها الأغلبية ضرورية في حياتهم هو جواز السفر، ولكن مازال جواز السفر يحتاج لأشياء كثيرة منها، تقنية البيوماترك و تغيير الشكل الحالي للجواز وأن يتوافق مع الجوازات المعتمدة عالمياً.
نظام البيوماترك بدأ يفرض على المسافرين في العام 2004 في دول الاتحاد الأوروبي ووقعت عليه دول عديدة وصل عددها إلى 120 دولة في نهاية عام 2017 وهو مايعرف بالجواز الإلكتروني والذي يحتوي على شريحة تحتوي على معلومات بايوماتريكية تستخدم في التعرف على هوية المسافر بكل أمن وسرعة وسهولة، وتستطيع هذه الشريحة والتي توجد غالباً في الصفحة الأولى من الجواز أن تخزن المعلومات وبيانات المسافر وتستخدم في المطارات والبوابات الذكية دون الحاجة على المرور برجال الجوازات والانتظار.
هذا النوع من الجوازت والذي يحمل هذه الشريحة يجعل تزوير الجواز أمرا مستحيلا جداً؛ فكل المعلومات وحتى صورة الشخص موجودة في هذه الشريحة الإلكترونية والبصمات.
والأكثر من هذا تخزن الشريحة البيومترية طول المسافر ولون وبصمة العينين والجنس وصورة الوجه والملامح البايلوجية بدقة عالية جداً لوجود ذاكرتين منفصلتين عن بعضهم البعض في هذه الشريحة المصنعة بتقنية النانو، حيث يوجد في كل ذاكرة مساحة كافية لتخزين ماتم ذكرة سابقاً وهي آمنة ولايمكن الوصول إليها إلى من طرف مختصين وبإذن من الجهات المختصة للاطلاع على البيانات والمعلومات التي تحويها تلك الذاكرتين.
الميزة التي تتميز بها هذه التقنية هي في حال فقدان الجواز لن يتم تحديد موقعه بواسطة الأقمار الصناعية بل تعطل الشريحة ولن يستطيع اَي شخص استخدامك في المطارات بأي شكل من الأشكال.
الجوازات المعتمدة عالميا تحمل الاسم الأول للمسافر والاسم الأوسط والأخير بحيث يكون ثلاثيا ويحمل الجنسية وتاريخ ومكان الميلاد وتاريخ الإصدار والانتهاء بالتاريخ الميلادي بحيث ينتهي الجواز بيوم واحد قبل التاريخ المصدر فيه؛ فعلى سبيل المثال لو أصدر الجواز بتاريخ 2 يناير 2019 سينتهي بتاريخ 1 يناير 2024 إذا كان حامل الجواز يرغب بخمس سنوات فقط وينطبق ذلك أيضاً على العشر سنوات، ولكن الملاحظ أن التاريخ الهجري يجعل الجواز ينتهي قبل التاريخ الميلادي بشهرين إلى 3 أشهر تقريباً وهنا يقع الخطأ دائماً في التدقيق في الجوازات وهذا لايتوافق عالمياً مع النظام العالمي للجوازات.
أما بالنسبة للاسم الاول فكل الدول تحرص على أن يكون الاسم الأول غير مشبوك بأي اسم ثاني أو أخير مما يسهل من التعرف على هوية الشخص؛ والاسم الثاني وهو اسم الأب يشمل اسم العائلة أو القبيلة ومهم جداً للتفريق بين الأشخاص فلقد حدثني ابن لي يدرس في أمريكا أنه صادف مرات عديدة مشاكل منها أن شخصاً يحمل نفس اسمه سحب من حسابه البنكي مبلغ وقدره 2000$ وحين أتى ليسحب من حسابه وجد أن حسابه ناقص وحين سأل البنك قالوا له أنت من سحب هذا المبلغ ؟؟ وبعد أن عادوا للكاميرات وتأكدوا أن هناك شخصا يحمل نفس الاسم الأول والأخير قاموا بالاتصال به ومطابقة الصورة وتعرفوا عليه وحلو القضية ودياً بين البنك والشخص الآخر وقد يكون هذا الشخص لايعلم ولم يكن متعمدا ولكن تشابه الأسماء تتسبب بهذه المشكلة .
بل تفرض بعض الدول الأوروبية أن يقوم المواطن التوقيع على الجواز إلكترونياً لمعرفة توقيع الشخص الشخصي ويعد مهما جداً في مثل هذه المعاملات.
في الختام، بات الجيل الجديد من ثورة التقنية والوثائق الشخصية مطلبا ملحا وأساسيا ليس فقط للجانب الأمني فحسب، بل بأن تكون صورتنا ومايحمله جواز سفرنا أمام العالم أكثر تقدماً وتقنية وتطور وحضارة لذا لم أتصور ونحن مقبلون على أن ندخل العام الجديد 2019 دون أن يكون الجواز السعودي بتقنية البيوماترك العالمية ودون أن يكون بالشكل العالمي من حيث البيانات الشخصية للمسافر.
كلي أمل بأن نرى هذه التقنية في القريب العاجل وسوف أكون اول من يجدد جوازه على الرغم من أنه صالح لمدة 7 سنوات إضافية إلا أنني سوف أدعم هذه الفكرة ليس فقط بالكتابة عنها بل أكثر من ذلك.