د. خيرية السقاف
في الأيام التي مضت مر بنا الكثير من المواقف المبهجة..
في أولها وأهمها قيام القائد الأب سلمان بن عبدالعزيز بزيارة مناطق من المملكة، في الوسط، والشمال، فالإيذان ببدء تنفيذ مشاريع حيوية على أرض الواقع الملموس في مجالات عدة تخدم المكان، والمواطن، وتضخ في مشاريع التنمية، والاقتصاد دماءً إضافية متدفقة، وتعنى بالبنى التحتية في مناطق بكر، وتزيد في غيرها، بمثل ما تعنى بمصادر ثرواتها المائية، والنفطية، ومختلف مناجم الخير التي في أحشاء هذا الوطن الكبير، وفيها ما خص به العنايةَ بصحة الإنسان، وتطوير الخدمات في قطاعات مؤسساتها المختلفة، كذلك ما شمل مؤسسات تعليم هذا الفرد، وما يتعلق بها من خطط بديلة تضطلع بمواكبة طموحات التنمية، والتغيير بهدف رفع مستوى العنصر البشري معرفيا، وفكريا، ومعاشا، وإشراع بيئة التنافس له في العطاء،
والإنماء، والاستثمار، والابتكار، وجعل أشبار الأرض له آهلة بالإنجاز، والتطوير، والنهضة..
ثم في ثانيها ما واكب هذه الزيارات من شراكة المملكة قمة قادة دول مجموعة العشرين التي عقدت في عاصمة الأرجنتين «بيونس إيرس» وتمثلت بحضور شخص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ما أكد دور المملكة الريادي للعالم العربي والإسلامي للمرة الأولى بصعودها مقعد الرقم المهم في هذه القمة..
محمد بن سلمان في وقت ماجت فيه الفضاءات، وهاجت النفوس بالطمي، وغبار، وفحيح المتنفِعين، المارقين بمصالحهم عن الصدق، والنزاهة، والأمانة، الصيادين في الوحل.
جاء حضوره القمة بكل صفاته، ومسمياته مشاركة فاعلة، ساطعة، ناطقة، فذة، لابن الوطن رمز القوة، والحكمة، وسداد الرأي، حضر بثقته العميقة، والقوية، وبُعد رأيه، وحجة الحَق الذي يملكها، ونصوع مكانته داخليا، وخارجيا فجاء حضوره ذا بعدين: الأول أن المملكة تمثل الثقل المعادل لأكبر الدول، ولأعظم القادة من حيث اقتصادها المتين ذي الجذور، والعراقة، والقوة، والإمكان، وتنوع المصادر، حيث يلعب دورًا بارزًا في اقتصاد العالم، وقد احتلت هذا الموقع بين قمم العالم الاقتصادية العشرين متقدمة من ينافح، ومن يصارخ، ومن ينافس، ومن يترصد، والبعد الثاني تمثَّل في هدوئه، ودماثته، وعلو هامته، وثقل خطوته، ووجاهة هامته، وابتسامة محياه، بكفه التي تصافح، وبحديثه الذي يصل، وباتفاقاته التي أبرمت، وبعقوده التي وُثِّقت ما جعل من هذا الحضور خنجرا في حلوق الناعقين، وسيفا في نحور المتربصين، مغرقا في الموت كل الحاقدين، والحاسدين، والكاذبين، والصارخين، والكائدين، والناسجين في الظلمة بل في الجهر مكائدهم، والناسجين حبال كمائنهم في نار حقدهم، وشراك مكرهم، فألجمهم، وحجَّمهم، بينما هو حلق في كل سماء طائرا منتصرا، وزعيما فذا، وقائدا لا يبارى، ابن الحكيم سلمان بن عبدالعزيز..
لقد وطد للعالم كله، وللوطن العربي ريادة، وقيادة هذا الوطن حين عرج على دولتين مسلمتين في شمال إفريقيا فعقد معهما الاتفاقات، ووطد بينها ثنائية الشراكات، ثم عاد وقد فرد جناح وطنه يضم الجميع، محضنا آمنا، وشريكا فاعلا..
وفقه الله، وحرسه، وزاده من فضله نجاحا، وفلاحا، وحفظ سلمان بن عبدالعزيز رجل الحكمة، وديوان القيادة.