حمّاد السالمي
* عندما وقع العدوان الصّدامي الغاشم على دولة الكويت سنة 1990م؛ الذي ترتب عليه قيام تحالف دولي لتحرير الكويت؛ وحُشد لهذا عشرات آلاف العسكريين من عرب ومسلمين وأوروبيين وأميركيين على الحدود بين المملكة العربية السعودية والكويت.. كان (حزب الإخوان المبلسين وقتها)؛ من المباركين والداعمين لهذا العدوان الآثم. باركه قادته، وتولى كبره الأذناب والأتباع من الخوارج، حتى من أقطار الخليج والجزيرة العربية. وكان تنظيم القاعدة بقيادة الهالك (أسامة بن لادن)؛ في صدارة الداعمين، وقد عمد التنظيم القاعدي الإرهابي بمعاضدة المتطرفين من المتأسلمين؛ إلى دغدغة مشاعر العرب والمسلمين بحديث: (اخرجوا المشركين من جزيرة العرب)، في الوقت الذي كان بين أرض المعركة وأرض الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ أكثر من (1500 كم). بل إنهم حولوا الحديث الشريف إلى دعاية دينية مضادة، وإلى شعار سياسي براق، ليخدعوا به كثيرًا من الجهلة والسذج، الذين صدقوا شعاراتهم ودعاياتهم الباطلة. بينما كان الهدف الحقيقي لجماعة الإخوان والقاعدة؛ هو استغلال الموقف لابتلاع الكويت، ومن ثم تهديد المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج، ولكن كانت المملكة العربية السعودية قيادةً وشعبًا؛ مدركة لهذه المخططات الخبيثة، وفي صف الحق ضد الباطل، ومع شعب الكويت وقيادته، حتى عادت الكويت إلى أهلها ومحيطها حرة أبية.
* وفي خضم معركة التحرير وحملة الإخوان والقاعدة على التحالف الدولي والمملكة بشكل خاص؛ وهي التي قادت هذه المعركة التحريرية؛ برزت الجارة قطر- وهي ضمن التحالف ذاته- تعمل على استغلال الحالة بشكل وقح للغاية، فقد سعت عن طريق قادة الإخوان وتنظيم القاعدة؛ إلى استضافة القاعدة العسكرية الأميركية التي انتقلت من المملكة إلى العديد في قطر. ويا للعجب.. كأن قطر ليست من جزيرة العرب، وليست هي بلد عربي وإسلامي مثل السعودية..! فقد سكت الإخوان، وصمت الهالك (ابن لادن)، واختفت الحملة المسعورة التي كانت ضد المملكة وضد المشركين، وبلع الجميع ألسنتهم، ولم يعد للحديث الشريف: (اخرجوا المشركين من جزيرة العرب) أي ذكر..! وتحولت قطر بعد ذلك؛ إلى أكبر قاعدة أميركية خارج حدود أميركا، وتحولت أرضها بالتالي؛ إلى عدة منصات ومنطلقات للإخوان المبلسين وتنظيم القاعدة وطالبان، بل.. ولكل متطرف وإرهابي يلبي مشروع: (الشرق الأوسط الجديد). أو: (الشرخ الأوسط الجديد)، الذي تخطط له قوى دولية كبرى، وتستخدم الإخوان وقطر لتنفيذ بنوده، لتنطلق وفق رغبة حمديها؛ وبالمال القطري القذر؛ في زعزعة أمن (المملكة العربية السعودية، والبحرين، والإمارات، والكويت، ومصر، وليبيا، وتونس، والجزائر، وسورية، والأردن، والعراق، واليمن)، وكل قُطر عربي آمن مستقر؛ حتى يتم لقادة الإخوان والمنظمات الإرهابية المنبثقة عن جماعتهم، والمرتبطة بتركيا وملالي إيران؛ من تفتيت البلدان العربية، وتقديمها على طبق من ذهب؛ لخليفتهم (العثماني)، ولإمامهم المنتظر في (قم إيران)..!
* هل هناك فساد وإفساد أعظم من هذا الذي ينطلق إلى بلداننا ومجتمعاتنا من (دوخة قطر) على مدى عقدين ونصف العقد..؟
* هل عرفت جزيرة العرب؛ التي تنتظم قطر مع بقية شعوبها ودولها في تاريخها؛ أسوأ وأكثر من فساد يوسف القرضاوي، وعزمي بشارة، والحمدين، وتميم، وداعش، والنصرة، وبقية فروع منظمة الإخوان حولنا..؟
* بينما تضم قاعدة العديد الأميركية في قطر؛ عشرات آلاف من غير المسلمين؛ من أولئك الذين كانوا يقاتلون مع التحالف الدولي لتحرير الكويت، ويطالب الإخوان والقاعدة وأرباب النصيحة من الخوارج وقتها بإخراجهم من جزيرة العرب لأنهم من المشركين؛ فإن من كانوا يسمونهم مشركين، ومن كانوا يطالبون بإخراجهم من جزيرة العرب؛ أصبحوا إلى جوارهم في (دوحة التعايش) بين من هو مسلم غيور على جزيرة العرب ومقدساتها؛ وبين من هو مشرك يقيم في جزيرة العرب..! بل إن هذا المسلم الغيور فيما مضى؛ يعيث اليوم فسادًا وتخريبًا وتأليبًا في جزيرة العرب، انطلاقًا من قطر، حيث إن الذين يدّعون الحرص والغيرة على الإسلام ومقدساته؛ لا يرون اليوم بأسًا من وجود مشركين في جزيرة العرب.. في قطر. في قاعدة أميركية متقدمة، لأنهم ببساطة؛ يديرون الحكم القطري، ويتحكمون في أموال ومقدرات الشعب القطري..!
* إن الذي يجري اليوم انطلاقًا من دولة خليجية وعربية هي قطر؛ هو إفساد للعباد، وفساد للبلاد، وتهديد للمنظومات العربية سياسية كانت أو أمنية، ومن يقيم في قطر أو ينطلق منها من إخوان الشيطان للعدوان علينا، ومعاضدة أوهام وأحلام الفرس والترك في الهيمنة على بلداننا العربية؛ هو فاسد في نفسه، مفسد لغيره، ومن حقنا المطالبة بإخراج الإخوان المفسدين من قطر، ومن كل شبر في جزيرة العرب، لأنهم أعظم فسادًا من المشركين.
* نقول لإخوتنا العقلاء في قطر: اخرجوا المفسدين من قطر؛ قبل أن يخرجوكم منها:
ولن يُقيم على خسفٍ يُسام به
إلا الأذلان: عَيرُ الأهل والوتدُ
هذا على الخسفِ مربوطٌ برمّته
وذا يُشجُّ.. فما يرثي له أحدُ