ناصر الصِرامي
في مؤتمر قمة الشرق الأوسط لشبكات التواصل الاجتماعي المهتم بقطاعات الأعمال، الذي عقد في دبي الأسبوع الماضي لمدة يومين متتابعين، كانت تطبيقات التواصل الاجتماعي حاضرة في كل مكان ومجال دون استثناء..!
من الصحة للتعليم للذكاء الاصطناعي للواقع الافتراضي المعزز.. لكن أيضًا وكما هو دائمًا يحصد الإعلام النقاش، والجدل الإعلامي يكاد يطغى على غيره، رغم أهمية المجالات الأخرى!
لكن يبدو أن صوت الإعلام دائمًا مرتفع لذا يسمع أكثر، ويسمع عنه أكثر بحكم طبيعته، وبحكم علاقته بالناس أيضًا.
تتنوع وجهات النظر عن الإعلام التقليدي والإعلام الجديد والإعلام الاجتماعي الآن.
في الترجمة العربية لـ»السوشل ميديا - social media-» أصبحت تواصلاً اجتماعيًا، وليس إعلامًا اجتماعيًا!
مثل الترجمة المعاكسة عربيًا لـ»وزارة الإعلام»، والتي أصبحت وزارة معلومات «Ministry of information»!
عمومًا هذا الاختلاف في الترجمة لأسباب تتعلق بالوضع النفسي أو السياسي أو الاجتماعي، وحتى الصورة العامة أمام العالم الخارجي، هذا الاختلاف لا يغير للأداء قضية!.
مهما بحثنا واختلفنا وتحدثنا وتجاذبنا وتجادلنا - ولو في الترجمة-، فإننا أمام حقيقة واحدة متفق عليه، وهو أن الإعلام الاجتماعي حاضر ومؤثر جدًا، وأن كبرى المؤسسات الإعلامية مهما بلغ حجمها، فإنها بمنشآتها وطاقمها وتكاليفها وكوادرها ومحتواها وإنتاجها، أصبحت جزءًا من هذه التطبيقات والبرمجيات، ومستخدمة لها ومتفاعلة معها، ومقدمة لها محتوى مجانيًا، بل وتتنافس مع الأفراد المؤثرين فعليًا، حتى هذا التأثير أصبحت مقايسة غير الأرقام بقدر التفاعل والتأثير الحقيقي. وهو أمر يمكن قياسه بسهولة بقاعدة 1 إلى 10%، بحيث تحسب أو تشاهد فقط بسهولة عدد المتابعين مقابل عدد التفاعل.. عندها ستكتشف أن الأرقام تكذب أحيانًا!
فخ وقعت فيه أيضًا مؤسسات إعلامية في ظل سعيها للإمساك بهذه الشبكات حتى لا تجد نفسها خارج هذا «الإعلام الاجتماعي» ونفوذه.
لكن الحقيقة الباقية كما شاهدناها «في فعاليات وحوارات قمة شبكات التواصل الاجتماعي»، المؤتمر المتخصص في الإعلام الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط منذ انطلاقتها في 2014، الحقيقية هي أن الإعلام الاجتماعي في مقدماته، وأنه باقٍ ويتمدد. ها هو يوظف الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الواقع الافتراضي معه أيضًا، فيما البحث مستمرًا عن النسخ المطورة والتالية من هذه التطبيقات، أو ما سيأتي بعدها!.
ثم بيئة العمل أو المؤثرات الجديدة لوسائل التواصل، مثل بروز «المؤثرين الأفراد»، وقيمتها الفعلية ومستقبلهم الحقيقي في عالم الواقع الافتراضي والذكاء الصناعي، أو تطبيقات البث الحي، الأمر الذي يتطلب بحثاً مستمراً عن الأفكار المبتكرة، للاستفادة من مجتمع الشبكات الاجتماعية واستثماره. وبالتالي تحقيق القيمة المضافة للاقتصادات المحلية.
وكيف يُحدث هذا التسارع المغري، تهديدات ويقدم فرصًا في الوقت ذاته..