د. خيرية السقاف
في اللحظات الماثلة تقف المملكة بقوة في وجه الشمس
والوقوف في الواجهة يتطلب الكثير من العطاء, والكثير من الاحتمال, ولا نقول الصبر لأن ديدن الناجحين المتفوّقين على الأمور العظمى أن يكونوا صبورين, يمتزج صبرهم بأهدافهم فلا يكاد بالهم أن يُشغل بعثرات, ولا بصعوبات, ولا بأكمات الطريق إلى تنفيذ غاياتهم, وجعلها من ثم حقائق ماثلة, وهذا ما يحدث في وطننا, وعن قادته..
طوينا قبل ساعات شأن قمة العشرين العالمية الأرجنتين, كما وثّقنا حبال الشراكات الثنائية مع شمال إفريقيا, وصافحنا بقوة قادة العالم الكبار, وأبرمنا اتفاقات التصنيع, والاستثمار, والتبادل..,
ثم جئنا لأول منجز تأريخي يسجّل للوطن في قائمة أبجديات رؤية 2030 وهو إطلاق القمرين السعوديين سات5أ, وسات5ب في منصات التفوق على سيرة مضت, وانقضت نقول فيها: أين منجزنا؟!, لتحل مكانها سيرة غزل النسيج في الشمس حضوراً مبهراً لطاقات الشباب السعودي على مستويات أولها الهدف, ثم تاليها العمل, ثم خاتمتها الإنجاز فكرةً, وتخطيطاً, وإعداداً, وتنفيذاً ثم خاتمة تشق عنان الفضاء, في وقت تكالب فيه عواء في فضاءات مظلمة, تذر رماداً تحته جمر يرشقنا من كل صوب, فإذا بنا نتجاوز جدله, وكلََّه, وبماء اليقين الذي تتحلَّى بعذوبته أنهار هذا الوطن من القمة فالسفح, بل العمق المتجذِّر بنطف الحياة في عروق أبنائه, أطفأنا نارهم, وأفنينا رمادهم, متجاوزينهم نحو هممنا, وطموحاتنا وأعمالنا التي تشغلنا بتحقيقها..
ومنها اتفاقات أوبك, وعقود الصناعات, والاستثمارات, وتبادل الخبرات بين وطننا, وبين شتى أنحاء العالم من الصين لإفريقيا, لأوروبا, للهند, لأستراليا, لأمريكا, للدول العربية, وللدول المسلمة المترامية..
كل ذلك ألقى بعرائش هذا الوطن الخضراء لتكون هي المظلة للمنجزات, وسلامة العلاقات, ومتانة الغايات, وصدق المعطيات, وتعزيز التكامل..
وتجيء هذا اليوم الأحد التاسع من ديسمبر 2018 الموافق 2 ربيع الثاني 1440 للهجرة قمة قادة دول الخليج لتعقد في عاصمة هذا الوطن مؤكّدة أنه المظلة الخضراء التي تشمل الإخوة, في الجوار, والدم, والدين, والغايات, والمصالح, والأهداف في خارطة مصير سيؤتي اجتماعها برئاسة خادم الحرمين الشريفين ثماره المورقة, الريانة بالاتفاقات, وتوحيد الجهود, وتوطيد الجوار, وتمكين الترابط, وتعزيز المصير..
وإن ترسانة عجلة الإنجاز في هذا الوطن لا تفتر تدور,
تتعمّق, تبعث, تنتج, تجدد, تمكِّن, على كل الاتجاهات, وبكل المقدَّرات, وبمختلف العناصر, في حيوية منقطة النظير, وبسواعد تشد عضدها ببعضها, مباركة بإذن الله من الله تعالى..
ربما يليق بنا أن نبارك لقائد هذه البلاد أول إنجاز فضائي للوطن بسواعد وطنية, وخبرات ذاتية سيكون لها تفردها, وإنجازها على أرض الوطن لتنمو, وتكبر منصات صناعة, ومنجزات الفضاء على أيديهم الخضراء, وأن نثنِّيَ بالمباركة لرجل الرؤية باعث الحلم, منجز الأمل محمد بن سلمان, وله سبق البدء, ومسيرة التمام إن شاء الله, ونوصل التهنئة لكل مواطن في هذا الوطن تحت مظلته الخضراء, وفوق ثراه الندي..
وأن ندعو لقمة الخليج, رئيساً وأعضاء بالتوفيق, والاتفاق, وتحقيق الوحدة, ونجاح الأهداف.