فهد بن جليد
الشعوب الخليجية تتطلع إلى اجتماع قادتها في الرياض اليوم بمزيد من الاهتمام والترقب والتفاؤل والأمل, فالقمة التي تُعقد وسط ظروف وتحديات استثنائية, يُنتظر أن تتجاوز كافة الصعوبات وتتغلب على جميع التحديات، لتؤسس لمرحلة جديدة من التكامل والتعاون والقوة في مسيرة العمل الخليجي المُشترك، هذا الحلم الذي ظل يُرافق أبناء المنطقة لعقود طويلة، ويتطلعون لاستمرار عجلته اليوم بما يعود عليهم وعلى منطقتهم ومُستقبلها بالنفع والفائدة والرفاهية والتعاضد والتعاون والقوة - رغم الأزمة القطرية - فاجتماعات قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عادة ما تُضيف الكثير لمسيرة المجلس والعمل الخليجي المُشترك والموَّحد في كل مرة.
رئاسة خادم الحرمين الشريفين بحكمته وحنكته لاجتماع القادة، سيزيد حتماً أواصر العلاقات الأخوية بين الأشقاء، وسيمنح أعمال المجلس دفعة قوية وحازمة للاستمرار أكثر بما يخدم المنطقة ومصالح ورفاهية شعوبها, ويعزِّز من الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين أبناء الخليج العربي للحفاظ على المُكتسبات التي تم تحقيقها، وذلك بالتصدي لكل التحديات والأخطار التي تحدق بالمنطقة وأهلها من كل جانب، فالخطر الإيراني، والتدخلات الإقليمية, ومُحاربة الإرهاب والتطرف والعنف، وحرب اليمن ودعم الشرعية، وغيرها من الملفات الخارجية الساخنة يتوقع أن تكون حاضرة على طاولة الاجتماع، إضافة للعديد من الملفات البينية والداخلية الاقتصادية والأمنية التي تنعكس على وحدة دول المنطقة.
المملكة وهي تحتضن أعمال هذه القمة، ستفتح حتماً مجالاً أوسع وأكبر وأرحب لتعميق وتطوير الشراكة والوحدة بين البلدان والشعوب الخليجية، التي تنظر إلى هذا المجلس كحصن منيع لمواجهة كافة التحديات، فالدور السعودي وتأثيره في جمع الكلمة ووحدة الصف ملموس ومشهود له على كل الأصعدة الخليجية والعربية والإسلامية والدولية، والمملكة تعمل جاهدة على وحدة الصف الخليجي والتمسك بمجلس التعاون كخيار استراتيجي يجمع كلمة أبناء المنطقة ويوحدهم ضد الأخطار التي تحيط بهم، وهو ما ينتظره المُراقبون، وتأمله الشعوب, فهل تنجح قمة الرياض في ذلك؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.