محمد آل الشيخ
من أساليب إيران الدفاعية شراء ذمم العرب الخونة، وتسخيرهم لإثارة القلاقل في دولهم؛ لتكون أوطانهم بمنزلة القربان الذي يُذبح لمصلحة العدو الفارسي البغيض. وتأتي على رأس هذه الدول التي يسيطر عليها عملاء الفرس لبنان والعراق، وأيضًا عصابات الحوثيين في اليمن. لبنان يحكمها، ويتحكم في أمنها، وقرارات السلم والحرب فيها، حزب الله. أما الجيش الرسمي اللبناني فهو جيش كسيح منهك، يقف عاجزًا أمام قوة مليشيات الحزب، بل إن جنرالاته يطلبون من مليشيات الحزب أن ترضى عنهم وتباركهم؛ لتكون لهم فرص جيدة في هيكل الصعود والترقي داخل هيكلية الجيش من الداخل. ومن المضحك المبكي أن رئيس الجمهورية الجنرال عون حليف رئيسي لمليشيات الحزب ضد الجيش والحكومة. والحزب من أمينه العام حتى أصغر مجند فيه يعودون بالولاء والسمع والطاعة لملالي الفرس في طهران. وهذا ما يعلنه بمنتهى البجاحة أمينه العام حسن نصر الله الذي يعترف بأن حزبه ومصاريف حزبه وأجور المجندين في المليشيات تأتيه من الولي الفقيه. ونصر الله لا يمانع إطلاقًا في أن يحول لبنان ومقدرات لبنان والأمن في لبنان لتكون بمنزلة خط الدفاع عن عمائم الفرس. والأمر - وإن بدرجة أقل - ينطبق على مليشيات الإيرانيين في العراق؛ فهذه المليشيات تسيطر على البرلمان العراقي بشكل يعيق مرور أي قرار لا تجد فيه طهران أنه يصب في مصلحتها؛ فلا يمر قرار برلماني إلا إذا جاءت الموافقة من طهران. أما الحوثيون في اليمن فليس لهم، وليس لكبير الحوثيين عبدالملك الحوثي، قرار؛ فالأوامر تأتي من طهران، والتنفيذ في اليمن.
الآن تمرّ دولة الملالي بحصار اقتصادي أمريكي خانق. والحصار يبدو أنه سيطول؛ لذلك فإن هذه المليشيات الإيرانية ستحرق في أوطانها الأخضر واليابس لعيون الولي الفقيه. وتلك المليشيات في الدول الثلاث على استعداد لكي تحول أوطانها إلى رماد لتحقيق أوامر الولي الفقيه، ويعتبرون أمرًا كهذا بمنزلة الأمر الرباني الذي لا خيار أمام المجند الشيعي، من أكبر رأس حتى المجند الصغير، إلا تنفيذه.
لبنان الآن تصعد مع إسرائيل لتبتز الأمريكيين لإخراج إيران من الحصار. وفي ظني إن الإسرائيليين سيجدون الفرصة سانحة لتصفية حساباتهم مع حزب الله، ولاسيما أن أمريكا ترامب رمت بكامل ثقلها للضغط على إيران؛ فإما الرضوخ للشروط الأمريكية، أو الحصار الذي يتزايد مرحليًّا حتى ينخر في اقتصادها المتهالك الذي لا يمكن أن يقاوم على المديَيْن المتوسط والبعيد، وإن استطاع المقاومة على المدى القريب.
ويبدو أن أمريكا اليوم التي يتحكم في قراراتها الصقور عازمة على المضي في المقاطعة، غير أن إيران قبل أن تهلك ستُهلك معها لبنان والعراق واليمن؛ الأمر الذي يجعل لبنان والعراق واليمن ينتظرهم العام القادم (2019) عام سيشهد - في تقديري - تطورات خطيرة، من شأنها نسف الأمن والسلم والأمن في تلك البلدان. والدولة التي هي الآن مرشحة لتكون أول لغم في طريق الأمريكيين هي لبنان.
وعلى أية حال، فأنا على يقين بأن منطقة الشرق الأوسط برمتها لن تهدأ، ويستتب الأمن فيها، حتى يتم الإطاحة بهذا النظام؛ فهو بمنزلة المنهل الذي يستمد منه الإرهابيون أسباب بقائهم.
إلى اللقاء.