«الجزيرة» - عمار العمار:
موقعة كبيرة شهدها ملعب جامعة الملك سعود (محيط الرعب) في المباراة التي جمعت قطبي الرياض الهلال والنصر في قمة الجولة والدوري، وانتهت بتعادل الفريقين بهدفين لمثلهما ضمن الجولة 12 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.. الفريق الهلالي فرط في المباراة بعدما تقدم بهدفين في الشوط الأول، مع ضياع فرص كثيرة ومحققة قبل أن يلحق النصر بالتعادل في الشوط الثاني.
دخل الفريقان بطريقة متقاربة نوعاً ما، كان الهدف منها فرض السيطرة على وسط الملعب من البداية، فدخل الهلال بطريقة 4/2/3/1 والتي تتغير هجومياً إلى 4/1/2/3 وبتشكيل مكون من كل من علي الحبسي في حراسة المرمى، ومحمد البريك، وعلي البليهي، وبوتيا، وياسر الشهراني في الدفاع، ومحمد كنو، وعبدالله عطيف كمحورين، وأمامهما الثلاثي إدواردو، وسالم الدوسري، وكاريلو، وأمامهم المهاجم قوميز.
فيما دخل الفريق النصراوي بطريقة 4/3/2/1 تتحول في حالة الهجوم كذلك إلى 4/2/1/3، ولعب وليد عبدالله في حراسة المرمى، وأمامه الرباعي الغنام، وراموس، وبرونو، وعوض خميس، وفي الوسط إبراهيم غالب، وبيتروس، وجوليانو الذي شكل رأس مثلث مقلوب، وأمامهم مرابط، وأحمد موسى، خلف المهاجم حمدالله.
بداية هلالية وهدف مبكر
البداية اتضح معها رغبة الفريق الهلالي في التقدم والبحث عن هدف مبكر، وسيطر على منتصف الملعب وبأسلوب الضغط المبكر، وبالفعل تحقق له ما أراد في الدقيقة الثالثة عن طريقة قوميز، بعد هجمة هلالية منسقة وصلت للبيروفي كاريلو الذي تلاعب بالغنام وعكس كرة جميلة، أودعها قوميز برأسه في المرمى النصراوي كأول أهداف المباراة.
ويعاب على الهلال اندفاعه وضغطه بعد الهدف، مما جعل النصر يستغل هذا الاندفاع وأمسك بزمام المبادرة لعدة دقائق وكاد أن يعادل النتيجة مرتين، الأولى في الدقيقة 7؛ بعدما توغل أحمد موسى من الطرف الأيسر وتخطى البريك، وعكس كرة رائعة لجوليانو الذي سددها، وتعملق البليهي في إبعادها قبل أن يشتتها دفاع الهلال بعيداً عن مرماه، والثانية عندما تهيأت كرة التعادل مرة أخرى لحمدالله الذي لم يتعامل مع الكرة بشكل جيد بتسديدة ضعيفة أمسكها الحبسي في الدقيقة 10، والتي شهدت عودة الهلال لمبادلة النصر السيطرة، وظهر قوميز مرة أخرى برأسيه أمسكها وليد عبدالله بصعوبة.
هدف هلالي ثان
مع عودة الهلال للمباراة مرة أخرى استطاع تسجيل هدفه الثاني في الدقيقة 17 بعد جملة تكتيكية رائعة تناقلها لاعبو الهلال بشكل سلس لتصل لمحمد البريك من الجهة اليمنى الذي تخطى عوض خميس، وعكس كرة رائعة تعامل معها قوميز بشكل رائع وسددها زاحفة ومباغتة في المرمى النصراوي.
وكاد الهلال أن يضاعف متاعب النصر في الدقيقة 21 بعدما انطلق سالم الدوسري من اليسار، وعكس كرة أرضية على بعد خطوات من مرمى وليد عبدالله لم يصل إليها إدواردو.
وصعّب الهدف الثاني وتقارب خطوط الهلال مهمة النصر في العودة للمباراة، وأحكم الهلال قبضته على المباراة مستغلاً الحالة التي أصبح عليها لاعبو النصر بتأخرهم بهدفين غاب معها أفضل لاعبيه مرابط عن أجواء المباراة.
وأخطأ ياسر الشهراني في الدقيقة 30 في إعادة الكرة كاد جوليانو أن يقلص النتيجة لولا تدخل الشهراني وتصحيحه للخطأ، رد إبراهيم غالب بخطأ نصراوي فادح في الدقيقة 35 كادت أن تعطي الهلال فرصة التقدم بالثالث، إلا أن قوميز لعبها ضعيفة أمسكها وليد عبدالله.
وتحصل الفريق النصراوي على خطأ بالقرب من مرمى الهلال لعبها جوليانو اصطدمت في القائم الهلالي في الدقيقة 38، عاد بعدها النصر لتهديد مرمى الهلال عن طريق الغنام الذي وصلته كرة سهلة داخل منطقة الجزاء، ولكنه لعبها برعونة فوق المرمى في الدقيقة 40.
وشدد الفريق النصراوي من ضغطه على مرمى الهلال، ساعده في ذلك التراجع الهلالي للحفاظ على التقدم، ولكن كرات النصر لم تصل لمرمى علي الحبسي، ومع الضغط النصراوي تهيأت للهلال فرصة الخروج في الشوط الأول بغلة وافرة من الأهداف، بدأها بفرصتين خطيرتين فانطلق قوميز سريعاً في هجمة مرتدة في الدقيقة 41 ولم يتعامل مع الكرة كيفما يجب بتسديدة ضعيفة أمسكها وليد عبدالله، ثم توغل الشهراني من اليسار وتلاعب بمدافعي النصر وسدد قوية مرت بجوار القائمة في الدقيقة 42.
ومع الاندفاع النصراوي للبحث عن هدف كاد الهلال مرة أخرى أن يقضي على آمال النصر في الوقت بدل الضائع بكرة مرتدة وصلت لإدواردو الذي سددها قوية، أبدع وليد عبدالله في إنقاذها، انتهى معها الشوط الأول بتقدم هلالي مستحق.
الشوط الثاني
البداية لم تختلف كثيراً عن بدايتها في الشوط الأول، فظهر الهلال واثقاً من نفسه، وأمسك بزمام المبادرة، وكاد أن يسجل في وقت مبكر من هذا الشوط عن طريق محمد كنو في الدقيقة 48، والذي تحصل على كرة على رأس منطقة الجزاء بلا مضايقة، وسددها بذكاء ولكنها مرت بجوار القائم كفرصة مهدرة لمضاعفة النتيجة أكثر.
وحاول المدرب النصراوي تغيير طريقة اللعب بتغيير أماكن أمرابط وموسى، مع تقدم جوليانو للأمام، وبالفعل أثمر ذلك عن تحرك نصراوي ولكن بلا خطورة، وفي الدقيقة 52 تلاعب كاريليو بلاعبي النصر من منتصف ملعب الهلال، ومرر كرة ذكية داخل منطقة الجزاء لقوميز الذي سدد، تمكن وليد عبدالله من الإمساك بها.
أجرى بعدها مدرب النصر تبديله الأول بدخول يحيى الشهري بديلاً لغالب بغية تحرير منطقة الوسط وزيادة الضغط على الهلال بدخول أمرابط للعمق خلف حمدالله، وتحسن الأداء النصراوي وركز بشكل كبير في طلعاته الهجومية، وسدد أحمد موسى في الدقيقة 58 أمسكها الحبسي بثقة.
ومرر موسى كذلك لجوليانو في الدقيقة 61 ولكنه لم يتعامل معها، أبعد بعدها بوتيا كرة خطيرة من عرضية نصراوية، وكثف النصر ضغطه على الهلال، قابله الهلال بمرتدات خطيرة كاد قوميز أن يحضر معها مرة أخرى في الدقيقة 65 إلا أنه لم يكن سريعاً وانتهت خطورتها.
انحصر اللعب بعدها لدقائق في وسط الملعب مع أفضلية نصراوية بعض الشيء ولكن النهاية لم تكن حاضرة لدى لاعبيه.
النصر يقلص النتيجة
ومع الأفضلية النصراوية والضغط استطاع الفريق النصراوي أن يقلص النتيجة في الدقيقة 73 عن طريق أفضل لاعبيه جوليانو برأسية جميلة ارتقى لها بعد عرضية أمرابط.
ليزج مدرب الهلال بعدها بسلمان الفرج بدلاً عن عبدالله عطيف الذي لم يكن في حالته المعروفة، ورغب السيد جيسوس في إعادة التوازن لخط وسطه، وكاد جوليانو مرة أخرى أن يعدل النتيجة بعد كرة ذكية مررها أمرابط في الدقيقة 75.
أفضلية النصر تمنحه التعادل المستحق
واستطاع الفريق النصراوي أن يعدل النتيجة ويؤكد أفضليته في الشوط الثاني بعدما استغل حمدالله كرة عرضية رائعة، أودعها في شباك علي الحبسي في الدقيقة 77، منح الهدف النصراوي الفريق الأصفر أفضلية إضافية ودخول الهلال في مأزق الخروج من أزمة تراجع مستواه استغلها النصر باللعب من الأطراف عن طريق موسى وأمرابط.
وزج مدرب النصر بالجبرين بديلاً لحمدالله بغية سد الفراغات في الوسط، ومرت الدقائق الأخيرة من المباراة بسجال بين الطرفين وبهجمات متبادلة لم تستغل بشكل صحيح، وشكل أحمد موسى خطورة حقيقة على المرمى الهلالي في طلعة هجومية مباغتة في الدقيقة 78، كاد أن يسجل الثالث لولا يقظة الحبسي، وأبعد ياسر الشهراني كرة كانت خطيرة في الوقت بدل الضائع من أمام أحمد موسى.
وانطلق سالم الدوسري في الوقت بدل الضائع، وتجاوز لاعب النصر، ومرر لقوميز الذي لم يتعامل معها بشكل جيد لتضيع فرصة هلالية محققة، وحصلت أحداث مثيرة في نهاية المباراة، تدخلت معها تقنية (var) بداية من مطالبة الهلاليين بضربة جزاء (واضحة)، أعقبها بطاقة حمراء لكاريلو بعد ضربة لبيتروس، توقف معها اللعب لأكثر من 7 دقائق قبل أن يطلق حكم المباراة صافرته بنهاية المباراة بالتعادل بهدفين لمثلهما.
وبذلك ارتفع رصيد الهلال إلى 29 نقطة في صدارة الترتيب، فيما رفع النصر رصيده إلى 26 نقطة في وصافة الترتيب.