سعد السعود
المتتبع لحال الأندية مع لاعبيها الأجانب يصاب بالذهول.. وهو يشاهد أغلب الاختيارات وقد عانت شمسها الأفول.. فالفشل الذريع كان ملازماً لأغلب الإدارات في هذا الملف.. وكان النجاح للسماسرة الذين استطاعوا تصريف مقالبهم على أنديتنا بكل جدارة للأسف!
فالاتحاد مثلاً لم ينجح لديه سوى فيلانويفا وهو من عام سابق علاوة على كريم الأحمدي.. أما عدا ذلك فستة لاعبين سيطالهم على الأرجح التغيير.. وهو ما يعني فشل ذريع في الصيف.. دفع ثمنه الفريق حتى بات مهدداً بالهبوط.. في مركز لا يليق بكبير جدة وأحد عمالقة رياضتنا على مدى التاريخ.
وقس على ذلك الشباب فالناجحون من الأجانب لم يتجاوزوا النصف.. وهذا النصف أيضاً يتضمن فاروق مصطفى وجمال بلعمري وهما الموجودان بالفريق قبل عام.. أي أن من عمل على ملف الأجانب هذا العام وتولى إحضار ستة أجانب.. فلم ينجح سوى في ملفين في حين فشل في البقية.. حتى بات الليث بلا أنياب هجومية.. وهو ما دفع إدارته الحالية بقيادة الأستاذ خالد البلطان بالتصريح لأكثر من مرة بانتظارها الشتوية.. خصوصاً وهو من قدم بعد إغلاق باب الانتقالات.
ولو أردنا الاسترسال بضرب الأمثال لملأنا سطور هذا المقال بما يفضح الحال.. فالسماسرة لعبوا على الحبل بمهارة.. وجرعوا المقالب لأكثر من إدارة.. ومارسوا الضحك على الذقون على أكثر من جمهور.. لتعود للأسف أنديتنا لذات الدوامة بالبحث عن أجانب من جديد.. والأدهى من ذلك الهدر المالي الكبير الذي تكبدته الأندية جراء افتقادها لمن يحسن الاختيار. أخيراً، أتمنى أن تعي أنديتنا حجم ما ينتظرها من عمل في الشتوية.. وعليها أن تستفيد كثيراً من دروس الصيفية.. فالأسماء الرنانة لا تصنع المعجزات إن لم تتسلح بالرغبة والإخلاص.. والحاجة لمركز اللاعب أهم بكثير من اسمه.. فالبحث يجب أن يرتكز على هذه النقطة.. بدلاً من تسليم رقاب فرقنا لجشع السماسرة الذين يتناولون من أرففهم أردى بضاعة ليقدموها لنا بأعلى قيمة.. لذا فما أحوج أنديتنا للعين الخبيرة التي تنتقي الأفضل في المكان المناسب وبالقيمة المعقولة.. وإلا فلن يحمل يناير أي جديد.. وسنعود لذات الدوامة في الصيف.. وهكذا دواليك!!
انصر فريقك مخطئاً أو مصيباً!!
ما يفعله بعض الإعلاميين سواءً في إطلالاتهم الفضائية عبر البرامج التلفزيونية والإذاعية أو حتى عبر مقالاتهم الصحفية، أمر يدعو للأسى على حال الإعلام.. والتأسي على فكر هؤلاء الإعلاميين.
وليس أدل من ذلك إلا ما حدث من لت وعجن بعد الاحتجاج النصراوي على الوحدة.. فالكثير الكثير من هذه الجهة أو تلك لم يبحث عن الحقيقة بل اصطف مع لونه المفضل وضد غريمه الأزلي.. دونما مراعاة للمبادئ وبلا أدنى اهتمام بالحقائق.
وحتى لا أكون ممن ينظر للأمور بسوداوية قاتمة فهنالك من قال رأيه الذي يؤمن به بعيداً عن ميوله.. وهنالك من دعم وجهة نظره باستدلالات قانونية.. وهؤلاء للأسف كانوا قلة قليلة لا تكاد تذكر.. في وسط غارق بالميول ومبلل بالهوى.
المضحك أن نهاية القصة كانت صادمة لأولئك المزمجرين.. فالضجيج المفتعل لم يجدِ نفعاً.. والصراخ المجلجل لم يجد صدى.. ليكون التأخر بتقديم الاحتجاج هو نقطة النهاية.. لكنه حتماً لن يكون نهاية شعار: انصر فريقك في كل الأحوال.
أعجبتني
لا أعرف مظلوماً تواطأ الناس على هضمه وزهدوا فى إنصافه كالحقيقة.