سليمان الجعيلان
في العام قبل الماضي وأثناء الصراع الإعلامي الشبابي والأهلاوي حول قضية انتقال اللاعب محمد العويس للأهلي، استضاف الزميل وليد الفراج في برنامج «أكشن يا دوري» إعلاميًا قانونيًا للحديث عن القضية الشائكة بين الناديين، وبعد ما أظهرت ونشرت إدارة نادي الشباب نوع ورقم وتاريخ السيارة التي استلمها اللاعب محمد العويس قبل نهاية عقده مع ناديه تغيرت نبرة هذا القانوني فأزبد وأرعد وتوعد إدارة الشباب بأشد العقوبات، وبعدما أن سأل المذيع المهني وليد الفراج الضيف القانوني نفسه عن رأيه القانوني والمهني في تصرف أطراف أهلاوية عندما نشرت المراسلات والمحادثات الخاصة في برنامج (الواتس اب) بينها وبين طرف شبابي في وسائل الإعلام، انقلب القانوني على مبادئه وتغيرت آراؤه وقال (ما فيها شي)، وكأنه يجهل أن القانون والنظام يحرم انتهاك الخصوصية ويجرم نشر الرسائل الخاصة خاصة دون إذن وموافقة الطرف الثاني في المحادثة!!. وفي الأسبوع الماضي ظهر إعلامي قانوني آخر في أحد البرامج الرياضية وتحدث في البداية عن صحة موقف نادي الوحدة في قضية احتجاج إدارة النصر على مشاركة لاعب فريق الوحدة علي النمر، لأن اللاعب سجل في نادي الوحدة سعودياً ولم يتم تسجيله كلاعب مواليد، ولما خرج من البرنامج الرياضي انقلب على آرائه وتغيرت قناعاته فجأة، وكتب في حسابه الشخصي على تويتر بعد ساعات من ظهور الإعلامي أن موقف النصر قوي بحجة عدم مرور عام على تغير جنسية اللاعب، جاهلاً أو متجاهلاً أن اشتراطات تغير الجنسية في لائحة الاحتراف لا تنطبق على اللاعب علي النمر لأنه سجل من الأساس في كشوفات نادي الشباب كلاعب سعودي، ويا ليت اكتفى هذا القانوني عن تمرير معلوماته القانونية الخاطئة عند هذا الحد بل واصل تضليل وتجهيل متابعيه بتبني رأي من يقول إن الحصول على الجواز لا يعتد به رياضياً!!.. هذان القانونيان المتناقضان هما نموذج للعديد من القانونيين الذين تطفلوا على القانون الرياضي وتورطوا بالانغماس بالميول الرياضي الذي كان وما زال يؤثر على قناعاتهم الشخصية وآرائهم القانونية، وما يحدث ويُطرح من هؤلاء القانونيين في قضية احتجاج إدارة النصر على مشاركة لاعب فريق الوحدة علي النمر إلا نسخة مكررة لتصدير الجهل بالقانون الرياضي وصورة مكبرة لواقع يعيشه الوسط الرياضي في تغذية التعصب والاحتقان الجماهيري ويدفع ثمنه الجمهور السعودي!!.. وعلى كل حال أفهم وأتفهم النظرة السودوية والتشاؤمية عند الكثير من الرياضيين بشأن تعمد بعض وسائل الإعلام فرض الحرس القديم من القانونيين غير الرياضيين على القانوني الرياضي لأسباب ميول وأهداف شخصية ومحاولة رفض الجيل الجديد من المختصين بالقانون الرياضي من الظهور الإعلامي لأسباب غير مهنية. ولكن حقيقة يحسب لهذا الجيل الجديد المتسلح بالشهادة العلمية والثقافة القانونية والمتابعة لمستجدات وتطورات اللوائح والأنظمة، أنه استطاع يفرض نفسه بالقوة ويكسب ثقة الجميع بجدارة. وبالمناسبة لن يمنع تشرفي بالانتماء لصحيفة الجزيرة من الإشادة بالمبادرة الرائعة التي أقدم عليها الأستاذ الكبير والإعلامي القدير محمد العبدي باستقطاب واحد من هؤلاء الشباب السعودي الذين تميزوا وبرزوا في تعلم ودراسة والحصول على أعلى الشهادات بالقانون الرياضي للكتابة في صحيفة الجزيرة وتقديم آراء قانونية بالقضايا الرياضية ألا وهو الزميل يعقوب المطير الذي قدَّم نفسه هو وبقية زملائه كنماذج مشرفة في تطوير مفهوم القانوني الرياضي وتنوير الجمهور السعودي الذي أزعم أنه ملَّ وسئم من القانونيين الانتقائيين والمتناقضين!!.
نقاط سريعة
** هل تعلم أن فريق الهلال في الفترة القادمة سيلعب (4) مباريات خلال (12) يومًا، بينما فريق النصر سيخوض (4) مباريات في (20) يومًا، ومع ذلك تصدر إدارة نادي النصر بيانًا إعلاميًا تطالب فيه بعدالة المنافسة وتكافؤ الفرص بعد تأجيل مباراة فريق الهلال أمام فريق أحد بسبب تعارضها مع مباريات البطولة العربية؟!.
** كما انتقدنا لجنة الانضباط والأخلاق بالاتحاد السعودي في فترات ماضية بسبب ضعف مواقفها والانتقائية في بعض قراراتها إلا أننا اليوم نشيد ونثني على اللجنة بعد موقفها وقرارها الحازم والصارم تجاه تجاوزات ومخالفات رئيس نادي الوحدة حاتم خيمي والمدير التنفيذي لنادي النصر أحمد البريكي للوائح وأنظمة لجنة الانضباط، وهو الحديث عن قضية منظورة لمحاولة التأثير على القرار!!.
** وبالمناسبة يبدو أن لجنة الانضباط بالاتحاد العربي افتقدت للجرأة لإصدار عقوبة انضباطية ضد لاعب النصر أحمد موسى قبل مباراة الهلال والنصر بعد الحركة المسيئة والألفاظ المخجلة التي صدرت منه تجاه حكام مباراة النصر مولودية الجزائر في البطولة العربية. والسؤال اليوم: هل تمتلك لجنة الانضباط بالاتحاد العربي الشجاعة وتعود لإصدار العقوبة المستحقة ضد اللاعب بعد انتهاء وانقضاء مباراة الهلال والنصر ليلة البارحة؟!!