د. أحمد الفراج
تتصاعد الهجمة الشرسة على المملكة بشكل غير مسبوق، وأقطابها هم محور الشر في الشرق الأوسط، أي إيران وتركيا، وكلاهما له أطماع توسعية لا تخفى على متابع، ويساندهما نظام قطر، الذي حول هذه الدولة إلى مركز استخبارات عالمي، منذ أن انقلب حمد بن خليفة على والده، وسط دعم كبير من قوى كبرى وأجهزة استخبارات عالمية، ويستخدم هذا المحور منصات إعلامية تتوزّع حول العالم، وتستخدم كل من يسمح لنفسه أن يكون أداة رخيصة في سوق النخاسة الإعلامي، سواءً كان عربياً أو أجنبياً، مسلماً أو غير مسلم، وقد سقطت أقلام وألسنة حداد وكبار في وحل أموال الغاز، التي بدلاً من أن تستخدم في تنمية دولة قطر، أصبحت تُنفق في خدمة مشاريع الشر والفوضى والخراب!
هذا المحور، الذي ساند ما سمي زوراً بالربيع العربي، يجد دعماً من إعلام اليسار الغربي، وغني عن القول أن أول من أطلق مسمى «الربيع العربي» على الانتفاضات الشعبية العربية، هو هذا الإعلام، وتشهد بذلك عناوين صحف النيويورك تايمز والواشنطن بوست والإندبندنت، وقنوات سي ان ان والبي بي سي وغيرها، في مرحلة تضليل شاملة، انخدع بها العرب، حتى صفق يوسف القرضاوي، وخلفه بنو يعرب لطائرات حلف الناتو، وهي تقصف رؤوس الليبيين، وتدمر مدنهم العامرة، وهم ذات العرب، الذين بكوا دماً، حينما كانت طائرات أمريكا تقصف بغداد ومدن العراق، أثناء غزوه واحتلاله، ولا بد من الإشارة إلى أن مركز العمليات الأمريكي حينها، كان يتمركز في قاعدة العديد، قرب عاصمة قطر، ووقتها كان حمد بن خليفة يتناول قهوته مع جنرالات أمريكا في قاعدة العديد ظهراً، ويوجّه القرضاوي ليشتم قوى الاستكبار العالمي ليلاً على قناة الجزيرة، في مشهد سيريالي خيالي لا يجيده إلا نظام قطر!
محور الشر، الذي يستهدف المملكة منذ مرحلة الربيع العربي، يستخدم أيضاً من يطلقون على أنفسهم المعارضة السعودية، وهم ينشطون من خلال منصات التواصل، التي يديرها البريطاني ديفيد هيرست ورفاقه في النضال من عرب وأجانب، كما يتكفّل نظام قطر بدفع رواتب شهرية لهم، وترتيب ظهورهم وكتاباتهم في وسائل إعلام اليسار الغربي، وتنظيم مؤتمرات، يظهرون من خلالها لتنفيذ أدوارهم في التعرّض للمملكة، ولا يهم إن كان هؤلاء يقيمون في لندن أو باريس، أو في كندا وامريكا، فأذرعة النظام القطري تتمدد في كل مكان، كما لا يهم إن كان المعارض إسلاموياً أو قومياً، فالمهم هو أن ينفذ ما يطلب منه ضد المملكة وقادتها، وإننا والحالة هذه، في أمس الحاجة لمجابهة هذا المد الشرس بإستراتيجيات مماثلة، لأنه لا يبدو في الأفق ما يشير إلى انحساره، بل هو يتمدد بشكل كبير، ويزداد شراسة مع مرور الأيام، فهل نفعل؟!