الأمير/ د. فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز
خطَّت المملكة العربية السعودية خطوات عظيمة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز «حفظه الله»، وحققت مُنجزات وضعتها بجدارة واستحقاق في أعلى السلم التنموي، وذلك لم يكن ليأتي لولا فضل الله ثم القيادة الحكيمة التي تستوعب متغيرات العصر وضرورة المواكبة بخطط جديدة، ورؤية أكثر استشرافاً للمستقبل وقراءة لمتطلباته، والعمل على تنفيذها بكل الحزم الذي يجعل شعبنا أكثر أمناً ورخاءً وازدهاراً.
وإنَّنا إذ نقف صفاً واحداً خلف سيدي خادم الحرمين الشريفين وسنده وعضده ولي العهد، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز «حفظهما الله»، إنَّما نجدّد العهد ونحن نحتفل بذكرى البيعة الرابعة التي تحل في الثالث من ربيع الآخر 1440هـ، وبلادنا تمضي في مسيرة الخير والعطاء والنماء، وتحصد مزيداً من المنجزات التي تؤسس لانتقال تنموي كبير يرتقي إلى طموحاتنا الوطنية، والحفاظ على مكتسباتنا وإرثنا وأصالتنا، وتطوير مواردنا البشرية والطبيعية حتى ننجز النهضة التي نخطط لها في جميع المناطق بتوازن وشمولية في كافة الجوانب.
إنَّه العهد في يوم البيعة، يتجدد بأن نبقى سنداً وعضداً وعوناً لملكنا وسمو ولي عهده الأمين، تأكيداً للحمتنا الوطنية، وتعزيزاً لمجدنا، وأداء لأمانة في أعناقنا، بأن نبقى مخلصين لقيادتنا، ونعمل بكل جهدنا وقوتنا من أجل أن ترتقي بلادنا، ونسهم في تطورها وتنميتها، ومواصلة المسيرة التي ابتدأت بجهد وكفاح المؤسس، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود «طيب الله ثراه»، والأسلاف الأماجد الذين أعانوه في بناء دولتنا، وترسيخ أقدامها بين الأمم والشعوب.
نجدد بيعتنا لسيدي خادم الحرمين الشريفين، ونؤكد على ولائنا وانتمائنا، لأن ذلك هو دورنا وواجبنا وسر قوتنا وقدرتنا على مواجهة تحدياتنا، فملكنا بما لديه من العزم والحزم وسداد الرأي وقوة الشكيمة، يعبر بنا الزمن إلى حيث طموحاتنا في وطن عصري، يستثمر جميع موارده من أجل خير الإنسان والإنسانية، فبلادنا وهي بلاد الحرمين الشريفين، وأرض الخير والأمان لها دور كبير ومستمر في خدمة البشرية على مختلف أجناسها وعقائدها، وذلك ما تثبته الأرقام والإحصاءات الأممية.
في هذه الذكرى العظيمة نثبت للعالم بأسره أننا على قلب رجل واحد خلف قائدنا وملكنا الذي يبذل أقصى جهده من أجل توفير الأمن والأمان والسلام والتنمية لكل مواطن سعودي، فهدفه دوماً فيه صالح المواطن السعودي، والصعود بالوطن إلى أعلى درجات التنمية والرخاء والاستقرار، وذلك ما تتميز بها بلادنا على مر تاريخها، فهي نموذج للتعايش والنمو والتطور، وعميق المحبة والوفاء بين القيادة وشعبها.
نجدد العهد في يوم البيعة بأن نخلص الجهد جميعاً من أجل هذا الوطن الغالي، ودعم توجهات قيادتنا في أعمال البناء والعطاء الذي لا يتوقف، ويتجاوز جميع الصعاب بحول الله تعالى وقدرته، ثم بتكاتف والتحام أبناء الشعب مع قيادتهم، فذلك نموذجنا الذي نقدمه للعالم والتاريخ، من حيث الالتفاف والولاء والسمع والطاعة، وذلك من مبادئ ديننا الحنيف وثوابتنا الوطنية وأعرافنا الاجتماعية وأخلاقنا الشخصية إن وطننا يمضي بعزم نحو غاياته التنموية، ونشهد كل يوم إنجازات تصافح السحاب، وتقدم للعالم تجربة مذهلة ومستمرة في العمل والتطور، وذلك لن يتوقف أو يتأخر بإذن الله لأننا بناء متماسك وكتلة واحدة تنطلق نحو هدف استراتيجي وهو بناء هذا الوطن على النحو الذي يرضينا ويرقى إلى طموحاتنا.
ومع سلمان الحزم والعزم، تمضي المسيرة وتتعطر السيرة بأعظم الإنجازات ومشاريع التنمية في جميع ربوع الوطن لخير ورفاهية المواطن في أي مقام من ثرى هذه البلاد الطيبة، ومع هذه المشاعر الوجدانية العميقة والصادقة نمتلك طاقة حيوية في مواصلة العمل ومساندة القيادة الحكيمة في جميع خططها، حتى تظل راية التوحيد خفاقةً ترفرف عالياً عنواناً لوطن الحب والسلام والمجد بإذن الله تعالى وحوله وقوته.