شهد التعليم العالي في عهد الملك سلمان تحولات كبيرة أبرزها دمج وزارة التعليم العالي بوزارة التربية والتعليم تحت مسمى وزارة التعليم، ويهدف هذا القرار للتكامل بين التعليم العام والتعليم العالي تحت مظلة واحدة تسعى لتقليل الفجوة الموجودة بين التعليمين، كما شهد إقرار نظام الجامعات الجديد والذي منح الجامعات صلاحيات جوهرية ستسهم في التطوير ومواكبة التغيرات الحديثة والمنافسة المحلية والعالمية من خلال مجلس الأمناء الخاص بكل جامعة، فنظام الجامعات الجديد تناول محاور هامة ومؤثرة كالتصنيف والتمويل والاستثمار.
وستتنوع الجامعات إلى ثلاثة أصناف : جامعات بحثية وجامعات تعليمية وجامعات تطبيقية. كما أتاح النظام الجديد إنشاء جامعات أهلية خيرية أو ربحية أو فروع للجامعات العالمية وفق لوائح يقرها مجلس الوزراء.
مستقبل التعليم العالي في ظل رؤية المملكة 2030 التعليم العالي ركيزة أساسية وأحد القطاعات المحورية لتطبيق رؤية المملكة 2030 ، فهو يزخر بنخب أكاديمية ومكتسبات مادية وبشرية ستساهم - بإذن الله - في قيادة التغيير والتطوير لتحقيق تلك الرؤية بشكل مباشر وغير مباشر.
رؤية المملكة 2030 تسعى لتخفيض البطالة من 11.6 في المئة إلى 7 في المئة، ومن سبل تحقيق هذا الهدف سد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، وهذا يتطلب المراجعة المستمرة للّوائح والأنظمة والبرامج لتواكب المستجدات العالمية الحديثة بمرونة عالية، ولا شك في أن نظام الجامعات الجديد سيشجع على تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تأهيل كفاءات شابة قادرة على صنع مجتمع حيوي يقوده اقتصاد مزدهر في وطن طموح. كما أن الرؤية تهدف إلى أن تصبح خمس جامعات سعودية على الأقل من أفضل (200) جامعة دولية بحلول عام 2030م، وبحمد الله نلمس خطوات عملية وسعياً إيجابياً من الجامعات لتحقيق هذا الهدف الطموح بالتطوير والتحسين المستمر للأداء من خلال مراجعة البرامج واعتمادها من المركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي، ودعم الأبحاث العلمية وتشجيعها وتأهيل وتطوير أداء العاملين فيها.
** **
د. أنس بن إبراهيم التويجري - مدير المركز التربوي للتطوير والتنمية الوطنية - عضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة الملك سعود بالرياض