سلطان المهوس
لا تهتم دول الشرق والجنوب والشمال الآسيوي كثيرًا بلمعان كرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، عكس الغرب الآسيوي الذي يشهد شراهة غير عادية للظفر بالمنصب، وهو ما يفسر حالة الغليان الانتخابي مع كل فترة انتخابية محصورة بالشخصيات من غرب آسيا. والسؤوال الذي يطرح نفسه: منذ العام 2002 وحتى اللحظة بل حتى 2019 باستثناء الفترة 2011-2013 تم تكليف جيلونج الصيني بالرئاسة «مرشحو الرئاسة القادمة كلهم من الغرب». والغرب الآسيوي يهيمن على منصب الرئيس..!! ما الذي حدث ويحدث؟؟
لماذا لا يهتم الآخرون مثلنا بهذا المنصب؟
النظرة للاتحاد الآسيوي تختلف جذريًا لدى الشرق عن الغرب، فالشرق يرى أنها منظمة كروية تسهم في دعم خططه الرئيسة وتسانده دوليًا، ولا يهتم بمن يكون الرئيس وجنسيته فيما يشق طريقه الداخلي وفق منظومة محكمة ومرتبة ومحترفة بينما الغرب يرى الآسيوي منظمة يجب أن تكون على هواه ورغباته وطلباته، وأن الرئيس يمكنه أن يفعل كل شيء «منظومة بدون بواب»..!!
طبعًا هذا الأمر غير صحيح والذين عملوا كأعضاء بالآسيوي يدركون ذلك تمامًا لكنهم ضحية عدم الدعم اللوجستي..!!
مرحلة ما بعد تشاك بليزر «مفجر فساد الفيفا 2015» كانت مفصلية وضع الفيفا بعدها حماية مضاعفة ضد الفساد، ومن الرائع أن الاتحاد الآسيوي بقيادة الشيخ سلمان آل خليفة سبق الفيفا بنهج صارم لكبح أي فساد محتمل في كل إداراته وأقسامه الإدارية والفنية والانتخابية، فأسس وحدة النزاهة «يرأسها السعودي أحمد العصيمي»، واطلق تطبيق النزاهة للهواتف الذكية وإيميل إلكتروني يتيح الفرصة لأسرة كرة القدم الآسيوية (إداريين ولاعبين، ومدربين، وحكام، وجماهير) للإبلاغ عن أي شبهات محتملة تتعلق بالفساد أو التلاعب بنتائج المباريات واعتمد معايير الحوكمة بكل مناقصات الآسيوي المالية وزيادة على ذلك الاستعانة بمؤسسات دولية معتمدة ومحايدة للاستشارات والتقييم.
ما يحكم العلاقة الغرب آسيوية بالاتحاد القاري هو شخصية الرئيس دون النظر للمنظومة ككل، ولذلك تتمحور «الشخصنة» في كامل محيط العلاقات والارتباط وهو أمر محبط، فالرئيس هو قائد لكيان منظم ولديه أسس وأنظمة لا يستطيع القفز عليها والعلاقة يجب أن تكون مع كامل الجسد لا الرأس فقط..!!
ماذا لو كانت العلاقة حسنة مع الجسد والراس كاملاً؟؟
الأكيد إننا رابحون بنسبة 100% لأن الكثر من القرارات تتخذ عبر التصويت «باستثناء ما يرد فيها نص قانوني» ووجود علاقة راقية ومتزنة من صالح الغرب الآسيوي ومصالحة فيما التوتر الذي يعيشه الغرب آسيوي منذ أكثر من 15 عامًا لن نجني منه شيء أبدًا..!!
الانتخابات الآسيوية القادمة «6 يناير 2019» تحتاج إلى أن يستجمع الغرب تجاربه وينحاز للمصالح العليا التي تنمي مكاسبه وتتزامن مع الواقع بدلاً من حالة التفكك في المواقف والتكتلات التي تذهب مع الريح لأنها انطلقت وانتهت من منطلق «شخصي» وليس مؤسسيًا..!!
كانت نظرة القيادة الرياضية السعودية رائعة جدًا بعد أن قرأت الموقف لتسحب عادل عزت من سباق الكرسي الآسيوي إيذانًا بمرحلة الترتيب وفق المصالح المستقبلية، وهو ما يعزز باستمرار قراءة الموقف الآسيوي حتى قبل السادس من يناير المقبل لوضع القرار الصائب.