أحمد بن عبدالرحمن الجبير
هناك مؤتمرات عديدة سياسية، ومتخصصة تعقد في بلادنا، من مؤتمرات القمة العربية، إلى قمة الخليج إلى مؤتمرات الاقتصاد، والاستثمار والمالية، مما يظهر بأن بلدنا ولله الحمد مركز حيوي وإقليمي وعالمي، على درجة بالغة من الأهمية، وهذا لم يتحقق إلا بفضل الله ثم الأمن والاستقرار، وقوة المملكة المالية والاقتصادية، وحضورها العالمي، ناهيك عن مشاركاتها العالمية في قمة العشرين مؤخرا.
وكان لقمة الخليج (39) والتي انعقدت في الرياض برئاسة الملك سلمان، وحضور قادة دول الخليج العربي -حفظهم الله- دورا فاعلا في الدفاع عن الأمن الخليجي، وتحقيق متطلبات الأمن والاستقرار للجميع، وكانت بفضل رؤية الملك سلمان العظيمة، والتي ظلت على الدوام راعية لوحدة الموقف الخليجي المشترك، إضافة إلى إدراك قادة الدول الشقيقة لعظم المخاطر، والصراعات الإقليمية التي تواجه منطقة الخليج.
وحققت قمة الرياض نقلة نوعية في تطوير التعاون، والتضامن الخليجي، وخصوصاً مع تزايد التحديات، والأطماع الخارجية، وظلت المملكة دائما تعمل لتحقيق التكامل الاقتصادي الخليجي والتركيز على الاستثمار في المواطن الخليجي وتحقيق تطلعاته، ودعم تعليمه وتدريبه، وزيادة الإنفاق على الأبحاث العلمية والمعرفية، ومراكز الدراسات، والأبحاث.
وقد ساعد هذا على حشد الموقف الخليجي لمواجهة التحديات الخارجية، وسد الطريق على كل حسود وحقود، وطامع في دول الخليج، لأن السعودية - ولله الحمد - دولة قوية ومترامية الأطراف تعمل بثبات، وقوة على عدة جبهات، ويعيش فيها المواطن والمقيم بأمن وسلام، ولها دور رئيس في تعزيز الأمن والاستقرار الخليجي، ودولة ذات ثوابت رئيسة في مواقفها، ودفاعها عن دول الخليج رغم الخلافات.
وإنها إذا قالت فعلت بعيدا عن الخطابات التعبوية الرنانة سواء كانت إيرانية أو تركية، أو غيرها من الدول الحاقدة، فمواقف المملكة واضحة لا غبار فيها مع الأصدقاء والأعداء، وأيضا لها موقف قوي، وثابت من التدخلات الإيرانية في دول الخليج العربي، حيث أن الكيان الخليجي الذي يشكله مجلس التعاون الخليجي مصدر انتباه، واهتمام العالم.
هذه المكانة تمت بفضل الله، ثم بفضل قيادتها ورؤيتهم الرشيدة، فالسعودية بلد له مكانته الإقليمية والدولية، وهو أمر أثار غريزة بعض الحاقدين، والحاسدين، غير أن قوة المملكة غالبة وعقلانية وقيادتها واضحة، لطالما فوتت عليهم الكثير من فرص الإساءة والتأثير، فقيادة الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- استطاعت وبمهارة حشد التأييد الدولي للمملكة، وتعزيز مكانتها بين الدول.
وإن أصدقاءنا الإستراتيجيين يرون في السعودية قوة ضرورية لحفظ الأمن والاستقرار، لذا يجب علينا كخليجيين الحفاظ على خليجنا العربي، وعلى مكتسباته التي تحققت بتضامن، وتعاون وتلاحم خليجي، والرقي بالمواطن الخليجي، وتلبية متطلباته، ورغباته بإيجاد حواضن خليجية علمية ومعرفية، وتقنية وصناعة مشتركة تهتم بشباب، وشابات الخليج العربي.
وإننا كخليجيين نتطلع للاتحاد الخليجي لأنه سيحدث نقلة حضارية للدول، ومجتمعات الخليج العربي وسيعزز قدراته على التعامل مع التحديات العالمية المختلفة أمنياً، وسياسياً واقتصادياً، ونأمل عقد اجتماعات متخصصة خليجياً لمناقشة التوافقية، والتكاملية والمستقبلية في المشروعات العملاقة لتكون الفائدة عامة، خاصة وأن الأمن السياسي والاقتصادي، والثقافي الخليجي مترابط ومتداخل وخليجنا واحد.