فهد بن جليد
على مدى العشر سنوات المُقبلة يُنتظر أن تتربع السعودية على عرش تنظيم سباقات الفورمولا إي، فالبداية القوية والتاريخية لأكبر مضمار من نوعه في تاريخ بطولات الفورمولا إي يؤكد أنَّ المملكة مناخ جاذب لمثل هذه الأحداث العالمية، لا سيما وأنَّ هناك اتفاقية تمتد إلى 10 سنوات فازت بها الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية لاحتضان البطولة في الشرق الأوسط، رغم منافسة العديد من دول المنطقة للفوز بها، ولكنَّ قدرة السعوديين تفوقت أخيراً وهو أمر طبيعي تستحقه المملكة التي تمتلك قدرات هائلة وطاقات شابة ومكانة عالمية مثالية، تمنح أي حدث الزخم والنجاح اللازم الذي يتمناه المُنظمون عادة، السعوديون نجحوا في تحويل هذه البطولة والظهور الأول للجيل الجديد من سيارات الفورمولا إي من مُجرد بطولة عادية إلى كرنفال وتجمع سياحي من الطراز الأول، وبشكل فريد على مستوى العالم.
للمرة الأولى يُقام سباق الفورمولا إي وسط منطقة تراثية وتاريخية، هنا بالدرعية المُدرجة ضمن قوائم اليونسكو للتراث العالمي، المنطقة التي نعتز بها كسعوديين ويعنز بها أهل منطقة الخليج لعراقتها ومكانتها التاريخية في مسيرة بناء هذه البلاد، لذا كانت تهيئة المكان ليُلائم المُتطلبات والاشتراطات العالمية لإقامة السباق دون المساس بطبيعة المكان أو تغيير معالمه التاريخية والتراثية من أكبر التحديات التي واجهت البطولة، وهو ما تم بالفعل حيث نشهد اليوم أحدث مضمار عالمي لسباق سيارات الفورمولا إي، وسط هذه المعالم التراثية ذات القيمة التاريخية الهامة، بشكل عصري جاذب.
ما يُميز هذه المُناسبة أيضاً أنَّها واجهة أخرى للترويج للسعودية الحديثة وتسويقها سياحياً التي تنطلق نحو المُستقبل من أعرق المناطق التراثية التي شهدت بداية وتكوين الدولة السعودية، لتؤكد أنَّ هذا الكيان العظيم الذي تمتد جذوره في أعماق التاريخ يسير نحو المُستقبل بخطى واثبة، ولعل سهولة الحصول على التأشيرة وربطها بالتذكرة، والفعاليات المصاحبة من الحفلات الغنائية والتجربة التراثية بكل ما تحويه إضافة لتعرف الحضور على القيمة التاريخية للدرعية كجزء هام من تُراثنا الوطني العريق، وشاهد على عمق هذه الدولة وأصالتها، فُرص رائعة ومناسبات جيدة، لها عائد معنوي وقيمة مُضافة لهذه المناسبة، التي نأمل أن تتكرَّر بشكل سنوي، وفي أكثر من منطقة من بلادنا.
وعلى دروب الخير نلتقي.