عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة)... كانت الأجواء العامة في ملعب جامعة الملك سعود (ملعب الهلال)، عصر السبت الماضي، توحي بما توقعناه وعايشناه فقد كانت أجواء عالمية ومن اللقاءات الكبيرة والفخمة قبل المباراة وأثناء المباراة وما بعدها.
لقد كانت لافتة للنظر بأجوائها وجماهيرها وحضورها وفعالياتها، وكان لقاء الكبار لقاء من اللقاءات العالمية والتي غالباً ما نستمتع بها خارجياً، ولكن اليوم - والحمد لله - أنها أصبحت في ملاعبنا، لقد كان اللقاء مترقباً ومنتظراً من الجميع في الداخل والخارج، وقد أوفت المباراة بوعودها فنياً وتنظيمياً وتقنياً، أما اللقاء فقد كان كبيراً بين فريقين كبيرين ويعتبران الأفضل لدينا، نعم لقد كانت بين المتصدر الهلال والوصيف النصر، وكان الكل يطمح بإضافة ثلاث نقاط لرصيده، فالهلال يخطط للابتعاد عن أقرب منافسيه، والنصر يسعى أن يصارع ويحصل على الصدارة، وكاد هذا أن يتحقق لو كان هناك تركيز لدى لاعبيه، خاصة خط الظهر الذي كان خارج التغطية في الثلث ساعة الأولى من اللقاء، وتلقى هدفين في أول ربع ساعة من المباراة، وكانت عودته قريبة في الشوط الأول لو وفق مهاجموه في استغلال الفرص.
أما الشوط الثاني فقد اختفى الزعيم، واتضح ضعف المعدل اللياقي واستحوذ العالمي على كامل الشوط، وسجل هدفين وعدل النتيجة فقط بخمس دقائق، ولولا الله ثم حارس الهلال العملاق الحبسي والقائم ربما كانت تاريخية على الهلال، وقد كان واضحاً من خلال نسبة الاستحواذ ضعف أداء لاعبي الهلال، واختفاء وغياب بعضهم، حيث كان الاستحواذ للنصر 62 في المئة مقابل 38 في المئة للهلال، وهذه كانت كفيلة بخسارة أي فريق إلا أن فريق النصر لم يستثمرها جيداً، واكتفى بالتعادل الذي اعتبره من وجهة نظري أنه جيد، عطفاً على مجريات اللقاء، رغم نسبة الاستحواذ العالية التي صبت لصالح العالمي.
وقد شهد اللقاء تميزاً تحكيمياً رائعاً من قبل الحكم الأرجنتيني بيتانا الذي أدار اللقاء بكل جدارة بمساعدة لاعبي الفريقين الذين كانوا على مستوى عال من الرقي والتركيز على الكرة والأداء المتميز، رغم أن لاعب الهلال أندريه كاريلو ارتكب حماقة في الوقت الضائع من اللقاء، بالاعتداء على أحد لاعبي النصر كلفه الإقصاء بكرت أحمر مستحق، عدا ذلك كانت مباراة قمة في كل شيء عالية الأداء والأخلاق والتعاون والإثارة كما عودنا عليه الفريقان، واستحقت لقاءاتهما أن تكون ديربي السعودية بعدما كانت سابقاً ديربي العاصمة وكل ديربي كبير والوطن ورياضته بألف خير.
نقاط للتأمل
- استمتع الجميع بلقاء الكبيرين الزعيم والعالمي، ورغم حدوث بعض الهفوات وضعف الأداء في بعض الخطوط، إلا أن دفاع الفريقين يعتبر الأضعف والأقل كفاءة لدى الفريقين رغم وجود العنصر الأجنبي المحترف، والذي اعتبر أنهم أقل كفاءة وقدرة من اللاعبين المحليين، وكان واضحاً أن أي هجمة على أي فريق تشكل خطراً على المرمى، فلا يجيد جميع مدافعي الفريقين التلاحم القوي مع المهاجمين ولا التخليص الأول للكرات العرضية، ناهيك على الاتكالية وغياب التفاهم بين اللاعبين، ولو وفق مهاجمو الفريقين لكانت نسبة التسجيل وعدد الأهداف مرعبة.
- ما زال الغموض والمفارقات واللغز يسجل ملاحظاته على غرف التحكم في تقنيه الفار (VAR)، ففي كل مرة نسجل أن هناك شيئاً ما دون الدخول في الذمم ففي لقاء الديربي، وعند طلب الحكم التأكد من اعتداء لاعب الهلال على لاعب النصر قبل طرده قام من يقف خلف جهاز الإعادة بإعادة سقوط اللاعب سلمان الفرج الذي كان (ممثلاً) فيها، مما جعل الحكم يرتفع صوته ويطالب باللقطة المطلوبة، وهذه ليست المرة الأولى، فقد سبق وحدثت في لقاء النصر والتعاون، والله يستر من القادم.
- كان أمام الفريق الأهلاوي فرصة سانحة ليقترب من المتصدر والوصيف بعد تعادلهما، خاصة أن لقاءه كان بعد لقاء العاصمة أمام فريق الرائد، إلا أن الأهلي لاعبيه ومدربه لم يستغلوا الفرصة، والتي بالتأكيد سيندمون عليها كثيراًَ وللأمانة كان فريق الرائد الأحق في نقاط اللقاء، ولولا الله ثم الحارس المتألق محمد العويس لخسر الفريق الأخضر النقطة التي حصل عليها، وإذا ما استمر الفريق الأهلاوي على هذا المستوى فأعتقد استمرار منافسته صعبة، وخروجه عربياً أمر حتمي، فالفريق لم يعد مقنعاً البتة.
- في كل مرة وفي كل جولة يأمل الجميع أن يحقق فريق الاتحاد أول فوز له حتى أصبحت أمنية من الجميع وليس الاتحاديون وحدهم، ووصل التعاطف مع الاتحاد من غالبية الجماهير الداخلية والخارجية، فخوض خمسة عشر لقاء بدون فوز حتى أصبح الأمر أشبه بالعقدة، ووصل الإحباط في اللاعبين إلى درجة غير متوقعة، وأصبح الفوز في أي لقاء أشبه بالبطولة لفك النحس الملازم للفريق حتى الآن، ورغم تغيير عدة أطراف إدارية وفنية وإعلامية، إلا أن الأمر ما زال كما هو ومتوقع الأسوأ ولكن أهل الدار أعرف بما لديهم وأين مشكلتهم التي نتمنى جميعاً أن تزول ويعود نادي الوطن إلى وضعه الطبيعي على الأقل.
خاتمة
نحن في زمن تحزن ولا تجد أحد يواسيك وتفرح ولا تجد من يهنئك وتبكي ولا تجد من يمسح دمع عينيك ولكن اغلط فسوف تجد الكل ينظر إليك.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.