مزاجي السيء يقف عائقاً بيننا
احتاج إلى أن أبتعد
أن أقطع الحدود وأهجر الكلمات
وأغُلق نوافذ الأصدقاء
أحتاج إلى فوضى المطارات
إلى الوجوه الغريبة
إلى صوت الإعلان عن الرحلة
إلى أن أُمسك حقيبتي وأمضي
أحتاج أن أنسى أو أتناسى
أحتاج إلى هدوء الطرقات الضيقة
إلى المقاهي المتزاحمة
إلى السواحل إلى صوت الموج
إلى ضجيج البحر وهو غاضب
إلى أن أغيب في عالم التناقضات
أحتاج
إلى غيوم تُحاذي شباك غرفتي
إلى الثلوج في طريقي
أمشي وأتعثر فأتذكرك
لأقف وأبتسم وأظل أبتسم
حتى تُسمعيني
صوتك ، نبرة صوتك
تُعيد توازني ، وتهبني قوة
لأجمع شتات البُعد
أتعلمين
أني وأنتِ مسافران !
تعقدين الصباح
صُلحٌ مع ركوة القهوة
لأجلي لأجل تصنعين مزاجي
و عند المساء تُعدين العشاء
وأنا كالعادة أُصدر فوضى
فتهمسين
لتجتمع لذة الطعام ولذة صوتك
وأنتِ تنطقين اسمي وتُعاتبين
أنزوي في غرفتي
عواصف باردة تلسع جسدي
أشعر أني طفل تائه أحتاج
أن أبكي ،
أذكر يوماً قُلت لي ابكِ
إن الرجال يبكون !
ليل طويل
صمت موّحش
غربة ذكريات
غربة وطن
وروحكِ استأنس بها
أنام على صوتك وأستيقظ عليه
أفتقدكِ
أفتقدك ِ كثيراً
أحنّ إلى طفولتك وأنت ِتُهدينها
لشيخوختي !
إلى حديثك وأنا على قاربي
المكسور بفأس الخيبات !
إلى هدوئك وأنت توّدعيني
وفي داخلك غضبٌ
يتسلل من عينيك على استحياء
أحنّ إلى يدك الصغيرة
إلى وطني فيها !
** **
منيرة الخميري