فهد بن جليد
المُتتبع لأخبار ونشاطات واستعدادات الجنادرية هذه الأيام يُدرك أنَّ الدورة «الثالثة والثلاثين» للمهرجان الوطني للتراث والثقافة التي تنطلق الخميس المُقبل ستكون مُختلفة، فالمهرجان الذي تنظمه بكل اقتدار وكفاءة وزارة الحرس الوطني يشهد كل عام قفزت ووثبات ملموسة وملحوظة تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- إلاَّ أن النسخة القادمة نستطيع أن نصِّفها «بالنسخة الخاصة» والمُختلفة عن الدورات السابقة، فهي تُدَّار وتخطَّط بعقول شبابية احترافية همها الأول الحفاظ على تراث الآباء والأجداد، وإبراز الموروث الوطني بصورة جاذبة ومُشوِّقة، ونقل المهرجان الأعرق إلى مصاف مهرجانات المُستقبل العصرية.
نحن بالفعل على أعتاب تظاهرة عالمية أكثر تميزاً واحترافية في التنظيم والإعداد، لتخرج بثوب مُتجدِّد يعكس أصالة وعراقة إنسان وتراب هذا الوطن امتداداً للنجاحات السابقة، وبشراكة فاعلة وناجحة هذه المرة مع القطاع الخاص، تماشياً مع أهداف وإستراتيجيات رؤية المملكة 2030، فهدير المُعدات وأعمال التجديد والصيانة والتحديث، مازال صوتها يُسمع على مدار الساعة في أرجاء القرية التراثية «بالجنادرية» التي ارتبط بها السعوديون والخليجيون والعرب على مدى العقود الماضية، كما أنَّ البرامج والخطوات والأفكار التطويرية للمهرجان في نسخته الجديدة تقنية وفنية وتراثية، تُراهن على جعله في المكان اللائق في مُقدمة التظاهرات التراثية والثقافية، فهو «عميد الإبداع» في منطقتنا.
لنا الحق في أن نُفاخر بتفرُّد الحرس الوطني كوزارة ومؤسسة عسكرية سعودية، تقوم بتنظيم وإقامة أعرق وأكبر وأضخم المهرجانات التراثية والثقافية التي عرفتها شعوب المنطقة، كمهمة نادراً أن تنبري لها الجيوش والقوات العسكرية العالمية، إلاَّ تلك الأكثر تحضراً وتقدماً وفهماً للرسالة الوطنية النبيلة تجاه شعوبها وبلدانها، ولكنَّها واقعاً نعيشه مُنذ أكثر من 33 عاماً، لأنَّها خصوصية هذه المؤسسة العريقة وارتباطها بالإنسان السعودي، فرغم مُشاركتها في حماية الحدود والحماية ضمن مهام مُختلف القوات العسكرية السعودية، تُخصِّص جزءاً من جهدها وقواتها وميزانياتها من أجل الحفاظ على تراث الآباء والأجداد ونقله للأبناء والأحفاد، وتكريم الرموز الوطنية، ومنح المواطن والمُقيم والزائر منصة إشعاع وإضاءة، يستحق عليها الحرس الوطني ورجاله الوقوف احتراماً وتقديراً لما يبذلونه من جهد، وفق التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة.
وعلى دروب الخير نلتقي.