لبنى الخميس
هل نحن فعلاً في عصر الحديث عن الكتب؟ بدلاً من قراءتها وإنهائها من الجلدة للجلدة؟ هذا ما أشار إليه الكاتب سعيد الوهابي في مقالته نقلاً عن كاتب اكسلنت شيب».
شخصياً منذ مدة طويلة جداً لم أُنهِ قراءة كتاب كامل من الجلدة للجلدة.. وتراكم الكتب بجانب سريري خير دليل على حالة التقلب التي أعاني منها.. فما بين الصفحة الأولى والصفحة الأخيرة من رواية مثل العطر خمسة كتب أخرى.
ليبقى السؤال، هل هذا الأمر صحي أو حالة من عدم المبالاة والتركيز تتطلب إرادة قوية لإيقافها؟ شخصياً أعتقد أن القراءة هواية حرة يجب ألا تقيدها شروط أو تثقلها قوانين وتعليمات، خصوصاً في عصر متسارع ومجنون في تدفق المعرفة بين دقائقه وثوانيه.. ما يجعلك تتساءل ما الذي يدفعني لإنفاق أسبوعين في قراءة كتاب واحد، في حين بإمكاني أن اطلع من خلال بعض البرامج والملخصات على 5 كتب في الأسبوع الواحد ؟ خمسة كتب قد تثريني في مجال عملي، وتطور ذكائي الاجتماعي، وتبقيني على اطلاع بأحدث الأفكار والسير.. وتمنحني مادة ممتعة أتحدث بها مع أصدقائي وزملائي.
قراءة نصف كتاب بدلاً من كتاب كامل ليست الطريقة المثالية التي ممكن أن يرضى بها أي كاتب تعب على كل صفحة من الكتاب.. وهي فعلاً كأنك تشتري تذكرة فيلم وتحضر الجزء الأول والأخير، ولكن يظل المنتصف غير معروف.. بكل مشاهده وحواراته وجمال قصته.. لكن في المقابل يظل أفضل بكثير من عدم مشاهدتك له فضلاً عن جهلك بنزوله في الأسواق.
لكل الناس التي تعتقد أنها لا تملك الوقت أو طول البال لقراءة كتاب كامل وإنفاق أيام وأسابيع من وقتك المزدحم لإنهائه المئات من الصفحات.. يزخر الإنترنت اليوم بباقة مذهلة من المواقع والمنصات التي تؤمن لك جرعات خفيفة لكن دسمة من المواضيع والمقالات.
احد أفضل المواقع التي تؤمن لك جرعات معرفية رائعة هو موقع علمنا، وهي مبادرة لإثراء المحتوى العربي، إذ يترجم أفضل المقالات باللغة الإنجليزية إلى العربية ضمن نطاق واسع من المواضيع بعناوين جذابة ومحتوى شيق مثل : ما هي البيانات الضخمة؟ 18 سلوكاً للأشخاص ذوي الذكاء العاطفي، أهم مهارة لم يعلمك إياها أحد، لم لا تستطيع التوقف عن اختلاس النظر إلى الهاتف؟ أسرار الكفاءة الألمانية.. وغيرها الكثير.
نبض الضمير
وأنت في خضمّ اندهاشك بالحياة ستخدعك الأيام وتوحي لك بأن العمر طويل أمامك.. بتجاربه وقصصه وشخوصه.
لكن الحقيقة بكل مرارتها تقول إن وقتك محدود
لتزور كل البلدان..
وتقرأ جميع الكتب..
وتخوض كافة التجارب..
وتحقق معظم الأحلام..
وتحادث كل المدهشين..
وقتك محدود.. وعمرك ثمين.. فتأكد أن تقوم بأكبر قدر ممكن مما يسعدك.. ويثري حكايتك.. ويحيي فضولك.. ويجدد شغفك..
لا تقرأ فصول حكايتك يوماً فتجدها تحولت إلى قوائم من التجارب المؤجلة.. والأحلام التي كتب عليها «يوماً ما» أو «حتى إشعار آخر»!