فهد بن جليد
هذه أسوأ عبارة يُمكن أن تقرأها في محطات الوقود في شوارعنا، وهي تعطي صورة خاطئة وغير صحيحة عن سلوك المُجتمع وقائدي المركبات، خصوصاً لمن يزور بلادنا ويتفاجأ بمثل هذا المُلصق ولا يفهم خلفيات تعليقه -يُكتب أحياناً بخط اليد- لم نكد نتخلص من ظاهرة وجود بعض (الحجارة أو الحصى) الجاهزة للقذف، بالقرب من عامل محطة الوقود، حتى ظهرت علينا لوحات الدفع مُقدماً، وأتفهم أنَّها نتاج سلوك بعض المُراهقين، ممَّن يملؤون خزانات سياراتهم بالبنزين ويهربون دون دفع المبلغ المطلوب، وهذه بالمُناسبة مُمارسة تحدث في كل المُجتمعات، وهناك طُرق للتصدي لها دون تعليق لوحات (الدفع مُقدماً منعاً للإحراج) في كل مكان في المحطة، ما يُعطيك شعورًا سلبيًّا وعدم ثقة بين الجميع.
في كل محطات الوقود في العالم تُشاهد لوحات وإرشادات السلامة المعروفة التي تبين الخطوات الواجب على قائد المركبة اتباعها أثناء تعبئة البنزين، أطفئ المُحرك، الامتناع عن التدخين ..إلخ، وفي بعض محطاتنا اختفت هذه الإرشادات وتم استبدالها بلوحة واحدة فقط (الدفع مُقدماً)، وكأنَّ المال أغلى وأهم عند أصحاب المحطات من حياة الناس وسلامتهم، وهذا -كما أفهمه- نتاج قصور في الرقابة من قبل الجهات المعنية في البلديات والدفاع المدني، فكلنا نُلاحظ اختفاء لوحات وإرشادات السلامة من المشهد في أغلب المحطات، واستبدالها بلوحة الدفع، وأتمنى تدخل هذه الجهات في تصحيح المشهد، بجولات تفتيشية للتأكد من التزام جميع المحطات بوجود اللوحات الإرشادية أولاً.
الدفع مقدماً أسلوب تجاري للتعامل يحفظ حقوق الجميع، معمول به في مطاعم الوجبات السريعة وفي الكثير من منافذ البيع العالمية ولا اعتراض لي عليه، ولكنَّه ليس على طريقة محطات الوقود التي استبدلت اللوحات الإرشادية بهذه العبارة، سلامة الناس أولاً، ثم إيجاد طريقة للدفع مُقدماً ولو بلوحات موَّحدة، لا تشوه المنظر ولا تبعث برسائل خاطئة، وتكون ضمن لوحة تعليمات اتباع إرشادات السلامة الرئيسة (كخيار إضافي).
وعلى دروب الخير نلتقي.