قد يكون التطوير العلمي في مقدمة ما يبحث عنه الطالب المبتعث في الخارج، وذلك لما له من أثرٍ في إثراء معرفته. ومن هذا التطوير حضور المؤتمرات التي تنمّي الحصيلة العلمية، وتستعرض آخر الأبحاث والمرئيات في مختلف المجالات. ومن باب استعراض التجارب المميزة حول العالم، فقد بحثَت إحدى جلسات مؤتمر connected Learning Summit في معهد ماساتشوستس للتقنية الذي يقع رابعاً على سلم الترتيب العالمي للمؤسسات العلمية، في تجربة المملكة العربية السعودية المتمثلة في برنامج التطوير النوعي المهني «خبرات»، وذلك باعتبارها تجربة واعدة تحمل في طيّاتها سُبل تغيير التعليم في المملكة العربية السعودية.
لقد حملت الدكتورة ميليسا فيرفينك من جامعة ميتشغن بأوهايو على عاتقها استكشاف ما لتجربة خبرات من تأثير على المشاركات التعليمية الإلكترونية، وتحديداً في موقع «تويتر» لمشاركي البرنامج.
وتحدثت بدايةً عن مدى إعجابها بهذا البرنامج وعما يوضحه من اهتمام وزارة التعليم بمعلميها، ثم استعرضت بعد ذلك دراستها التي ركزت على أولئك المبتعثين وعلى ممارساتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. لقد رصدت الدكتورة فيرفينك ما يزيد عن 300 تغريدة في تويتر تختص بمشاهدات المبتعثين وتجاربهم أثناء خوضهم رحلة برنامج خبرات التي امتدت لستة أشهر في جامعة ميتشغن. ووجدت هذه التغريدات رواجاً في دولٍ عدة، من بينها: المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وفنلندا ومصر واسكتلندا وأستراليا وفرنسا والهند.
أما عن محتوى هذه التغريدات فقد قسمته الدكتورة فيرفينك إلى أربعة محاور، وهي:
1) المشاركة للجميع: وتتلخص في أنه للحصول على الخبرة الكاملة فإنه لا بد من أن يتشارك فيها الأفراد والمجموعات المعنية بها.
2) جرّب لتتعلم: حيث إن التعليم عملية تستند على التجربة والممارسة للأنشطة والمشاريع المثمرة.
3) التحديات باقية: وهي ملازمة للاهتمام، حيث إنه كلما زاد اهتمام الفرد بأمرٍ ما، زادت التحديات التي يواجهها.
4) التعليم عملية مترابطة الأجزاء: وهنا تكمن أهمية تطوير التعليم بأجزائه دون إغفال أو تفضيل لجزء عن الآخر. إنه لما لا شك فيه أن هذه الممارسات ازدادت بازدياد مشاركي البرنامج حيث إنهم اجتازوا ما يربوا عن 2000 مبتعث في عدة دول. كما أن هناك عاملاً آخر ساهم في زيادة هذه المشاركة التربوية الإلكترونية وهو الاهتمام الواسع للقائمين على البرنامج، وعلى رأسهم المشرف العام على مركز التطوير المهني الدكتور محمد المقبل، ومدير مركز التطوير المهني الأستاذ سعيد القرني ومشرفو البرنامج في الملحقيات بمشاركات مبتعثي البرنامج في تويتر وذلك من خلال الردود وإعادة التغريد.
ومن هنا، فإنني أحث الباحثين والمهتمين بالتطوير المهني والتربويين بأن يحذوا حذو الدكتورة ميليسا فيرفينك بالبحث في مخرجات البرنامج ومشاركات مبتعثيه في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لما لهذه الأبحاث من تطوير للمعلم والتعليم في بلادنا.
** **
- ضياء الجهني