د. خيرية السقاف
يتصدى الأمير «عبدالرحمن بن مساعد» بوعي شديد، وحضور مضيء، ومتابعة دقيقة، وحمية صادقة للأحداث الوطنية سواء على مستوى داخلي، أو إقليمي، أو عالمي..
تجد في حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي حيوية، ودقة، وعدم تأخر، جنَد نفسه لإبراء الحقائق، وإظهار الأدلة، وإثبات التناقض الذي تتلاعب به قوى السوء، أولئك المتصيدون في الماء العكر، يجتزئون من الحقيقة أقلها، المضيفون إلى ما يجتزئون ما يخدم نواياهم من التوابل، يقدمونها في منصات إعلامية جندوها، وأوقفوا أبواقها لمحاربة المملكة، ورموزها، جيراننا، وحلفاءهم، وعملاءهم، وأصدقاءهم، فتجده بالمرصاد أولا بأول يرد كيدهم، ويجلِّي عن أجزاء الحقيقة التي شوهوها، منزها عن التشنج، متعقلا بوعيه، متشحا بوقار...
إعلاميا نشطا، مواكبا يقظا، منتميا حين غابت مؤسسة الإعلام الوطني عن حضورها القوي في الوقت الذي ينبغي أن يكون لها مثولها المضاد لأولئك المغرضين الكاذبين، فوجدنا الأمير عبدالرحمن الصوت، والقلم، الكلمة، وبيت الشعر، الحجة، والدليل، والكلمة الصريحة المفحمة.. في قصائده يخدم توجهه، بأسلوبه الممتد نحو مسارب الفكرة التي يقدمها،
ما أيد هذا الدور له في الموقف الراهن للإعلام المجرثم المريض هو لقاؤه التلفزيوني الأخير على قناة روتانا خليجية مع المذيع المتألق عبدالله المديفر، إذ تألق برنامج «في الصورة» بهذا اللقاء وما جاء فيه من النقاط الدقيقة، والمحاور الشاملة، التي غطت ما يحدث، وحدث، واستمرت عليه مكينة الإعلام المضاد، فجاء فيها صريحا، ذا حجة.. هذا الأمير الشاعر، الناقد، السياسي، المواطن، المنتمي، المخلص نعرفه منذ أول قصيدة بلغت آذاننا، وما كتبت عنه، بل احتفظت بكمية الدهشة التي تحضرني مع أي عمل أو ظهور أدبي له، ذلك لأنني اعتدت ألا أكتب عن الأسماء إلا متى حزَّ الموقف سواره حول معصم الكلام، وتقلدت السطور بقلادة الواجب..
اليوم يوم الواجب، ونحن في معمعة نحتاج فيها لأصوات واعية، وصريحة، وذات حجة، وشفيف انتماء، ولأنه هذا الصوت، وهذا الحضور يهمني أن أحي هذه الطاقة الوطنية التي قامت بدور مؤسسة الإعلام في كل ما يقدم، في «تغريده»، وقصائده، ولقاءاته، وبقية السبل التي يصل بها قلما، وصوتا، وصورة، وموقفا، وحضورا هو المؤسسة الإعلامية الوطنية التي تستحق لحضورها الفاعل الكتابة عنها، والتقدير لدورها في هذه المرحلة..
تحية صادقة للأمير عبدالرحمن الشاعر المواطن الإعلامي، الحجة، والبلاغ،
من لا تأخذه في قول الحق لومة، ولا يقصيه عن شواهده انشغال..
تحية من هنا مفعمة بالاعتزاز.. والشكر.