د. حسن بن فهد الهويمل
نعم، مشيتها بثبات، وقصد، واحترافية؛ وستظل شباة قلمك تنتهب الخطى لقيد الأوابد.
سميتها حكايات، وسماها النقاد خليطاً من الحكايات، والسير، والمذكرات.
قلت بعض ما نريد؛ وأعدتنا لقراءة: التعليم، والإعلام، والتعرف على محطاتها المهمة، ورموزها الأهم.
السرد السيري تمثَّل بـ(الصنقر) و(ذاتيات) وما سوى ذلك فمراوحة بين مختلف فنون السرد، وسرد للأحداث، يفيد المستعلم، وقد لا يمتع القارئ الباحث عن الإبداع السردي السيري.
حين شعر الكاتب بطغيان التوثيق، تطامن بتواضعه المعهود أمام (السوانح) و(التباريح)
مع أن ما أنجز لا يقل عنهما أسلوباً؛ ومضموناً.
عندما أصدر طيب الذكر (أبو محمد الخويطر) - رحمه الله- وسمه على أديم الزمن في أربعين مجلداً، ونيفا.
قلت: إنه لم يقل ما نريد، لأنه لم يتجاوز الرصد التاريخي.
المعروف أن لكل مبدع أسلوبه، وطرائق عرضه.
والمشهد حفي بهذا، وذاك.
ولولا الاختلاف لصوح النبت، ورعي الهشيم.
المجرب يود الاختلاف حول ما يفضي به؛ لأن شرط التكرس، والشيوع الاختلاف، ومؤشرات العبقرية - كما يقول العقاد- التناقض الصريح.
لا أقول ذلك تبريراً ولا تمهيداً للا ختلاف؛ فالسيرة تتوفر على مادة ثرية، وأسلوب عذب، ولفتات مثيرة.
خُطى ( أبي طلال) لا يجوز حشرها في مضمار ضيق، إنها أشواط في حقول متعددة: إعلامية، وتعليمية، ونيابية، وكل حقل جدير بأكثر من مضمار.
ألا تظن أنك بعد التقاعد أثريت المشهد الثقافي بما هو خير؛ وأنك مشيت خطوات حنكتها التجارب؛ ونحن بأمس الحاجة إلى الإفضاء بشيء منها.
شكر الله لـ(أبي طلال) إهداءه الثمين، وإضافته الأثمن، وإلى مزيد من العطاء الرزين، والأسلوب الأدبي المتميز.