عبد الرحمن بن محمد السدحان
* كانت لحظة من الفخر، تلقيتُ خلالها إهداءً من أمير الإبداع، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، تمثَّل في نسخةٍ من كتابه الجديد بعنوان: (إنْ لمْ.. فمَن؟!).
* * *
* وقد تمنيّتُ فور انتهائي من متعة الإبحار بين سطور ذلك الكتاب الثمين لو كان له قرينٌ آخر أسعدُ بمطَالعته، لأنَّ معينَ الذكرى وحصَادَ التَّجربةِ في خَاطرِ المؤلِّفِ والأديب الكبير عميقٌ عُمْقَ إحسَاسِه، ولأنّ تجربَة سُموِّه الثريةَ في خدمة هذا الوطن الأبِيّ غنيةٌ بالمواقِفِ والإنجازاتِ والعِبَر، تستحقُّ التدوينَ. وإذَا لمْ يفْعلْ سموه ذلك.. فَمَنْ؟!
* * *
* وأودُّ أن أبثَّ عَبْر هذه المداخلة القصيرة شُكْرِي وعِرْفَاني لسموه الكريم تَثْمينًا لإهدائِه القيِّم. وقد أُعجبتُ فيه على نحو خاص بنهج «التَّوأمةِ» بين الشِّعر والنثر التي وظّفَها بأسلوبٍ راقٍ يجعل القارئ يشْتاقُ للصفحةِ التالية.. فور انتهائه من سابقتها.. حتى النهاية!
* * *
* كما طَرحَ سمُّوه من خلال كتابه عناقيدَ من ذكرياته، بدْءًا بلمحاتٍ معَطّرة بأريج التاريخ عن حياته بالقرب من معلِّمه الأول جلالة والده الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز (طيَّب الله ثراه)، ثم حَملتْه خُطَى الطّموح والموهبة بادئ الأمرِ إلى عَتباتِ (أكسفورد) في إنجلترا طَالبًا، وأجْزمُ إنه كان قَادرًا على إكمَال المشوار بها باقتدار حتى النهاية!
* * *
* لكنَّه آثَر العودةَ إلى الوطن الغالي ليبدأَ فيه مشوارًا جديدًا حَافِلاً بالتحدِّيات في بلاط الوظيفة العامة، بدْءًا برعاية الشباب موظفًا في الرياض، فالانتقَال إلى عَسِير اليُسْرِ أميرًا ومفجِّرًا للمواهِبِ الثَّمينةِ فيها ومن أجلها، مُسْتثْمرًا فيها سبعةً وثلاثين حولاً من عُمْره المديد، صنَع فيها لعَسِير ِالخَيرِ لوْحاتٍ من الإبداع التنموي لم يَسبقْه إليه أحدٌ، وكان سموُّه كغيمةٍ غَنيةٍ بالخَيْر والنَّماء أرسلتها الإرادةُ الإلهيةُ إلى تلك المنطقة لتُرْويَ الظمأَ، وتُنْبتَ الزرعَ، وتَسِيلَ بعَطائِها الجبالُ والسفوحُ والقُلوبُ يُسْرًا بعد عُسْر!
* * *
* وبعد..، فشكرًا وتقديرًا جميلاً لسمو الأمير خالد الفيصل لإهدائي موائدَ من حرفه الأجمل هو أقرب إلى السيرة الذاتية، بدْءًا من دهاليز (البيروقراطية) في الرياض قبل الانتقال إلى قمم عسِير والتَّفاعلِ الإيجابيّ مع طموحات أبناء المنطقة وغايات مواطنيها خلال فترة اقتربت من أربعة عقود، كانت مثقلةً بالتحدّيات والإنجازات!
* * *
* أخيرًا.. حَدَّثتْنِي نفسي في ختام مطالعتي آخرَ صَفحةٍ من الكتاب، فقالت: إذن.. فهذا الكتاب الجميل.. هو محاولةُ تَدوينِ (سيرة ذاتية) لرجل في قامة ومقام خالد الفيصل، الذي عَشقتْهُ القافيةُ والحرفُ، منذ نعومة عمره المديد، فأحبَّه الناس، إعجابًا وتقديرًا، لشخصه.. ثم لجُهْده وحَرْفِه، والأهمُّ من ذلك، أنه جمع في منظومةِ إبداعِه بين زُخْرف الحَرفِ شِعْرًا ونثْرًا وموْهبةِ الفِكْر السديدِ في التعامل مع تحدِّيات التنمية وواجباتها!
* * *
* طِبتُمْ يا سيدي خَالد وطَابَتْ مواهبُكم عَامرةً بالحَرفِ الجميل والإنْجَازِ الأجْمَل.