يوسف بن محمد العتيق
هناك من يقيمك عل أساس مكانتك الاجتماعية، ويحق له ذلك، وهناك من يقيمك على أساس رصيدك في البنك، وهذا تقييم موجود منذ القدم، وهناك من يقيمك على أساس شكلك، وهذا ليس مستغربًا، وهناك من يقيمك على أساس من تصاحب، وهذا مطلوب...
ومن الأمور التي يقيمك الناس بها هو على أساس حديثك وما تنطق، وهذا يمثل اختبارًا صعبًا عليك وعلى الآخرين.
تقييم الناس وفق حديثهم وأسلوبهم في الطرح خطير... وسلاح ذو حدين...
يحضرنا قصص كثيرة في هذا المجال من ضمنها القصة التي تروي عن الفقيه أبي حنيفة حين دخل مجلسه شخص بهندام جميل، وكان أبو حنيفة منبسطًا في المجلس مادًّا رجله، فلما رأى هذا الرجل قبض رجله... فلما تحدث هذا الرجل بكلام يدل عل سذاجة قال أبو حنيفة كلمته المشهورة (آن لأبي حنيفة أن يمد رجله).
ويروى عن أحد الحكماء أنه قال لجليسه (تكلم حتى أراك) فهذا الحكيم يقيم الناس من حديثهم.
وبعيدًا عن من يتكلم ولا يفعل أو يعجبك حسن حديثه لكن فعله لا يليق بحديثه فإن الحديث وإثارة الموضوع وأسلوب النقاش عامل مهم في أخذ الانطباع الجيد عن الناس... وهذا ما نجده في كتب التراث.