د.ثريا العريض
بينما كان أغلبية المواطنين مشغولين بمتابعة افتتاح مهرجان الجنادرية 33 وتفاصيل مجريات الحدث المحبوب الذي تابعوه على القنوات السعودية الأولى والإخبارية، أعلنت وكالة الأنباء السعودية «واس» الحدث الذي أراه شخصيًا في غاية الأهمية, ولم أستغرب أن القنوات الفضائية عالميًا تناولت تفاصيله كآخر خطوة تمت في مسلسل إعادة هيكلة الأجهزة الحكومية الرسمية.
وجاء الخبر رسميًا بالصيغة التالية:
«الرياض 13 ربيع الآخر 1440 هـ الموافق 20 ديسمبر 2018 م واس»؛
إنفاذاً للأمر الملكي الكريم رقم (7422) بتاريخ 10-2-1440هـ بتشكيل لجنة وزارية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية - حفظه الله - وعضوية صاحب السمو الملكي وزير الداخلية، ومعالي الدكتور/ مساعد بن محمد العيبان، ومعالي الدكتور/ إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومعالي رئيس الديوان الملكي، ومعالي وزير الخارجية، ومعالي رئيس الاستخبارات العامة، ومعالي رئيس أمن الدولة، لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق، وتقييم الإجراءات والأساليب والصلاحيات المنظمة لعملها والتسلسل الإداري والهرمي بما يكفل حسن سير العمل وتحديد المسؤوليات.
عقدت تلك اللجنة اجتماعها الأول بتاريخ 16-2-1440هـ الموافق 25-10-2018م برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد -حفظه الله- وحددت خطة العمل لإنفاذ التوجيه الكريم، ثم قامت بعقد اجتماعات عدة لاحقة لتقييم الوضع الراهن وتحديد الفجوات في الهيكل التنظيمي والسياسات والإجراءات والحوكمة والأطر القانونية وآليات التأهيل، وأوصت بحلول تطويرية قصيرة، متوسطة، وطويلة المدى ضمن برنامج تطوير رئاسة الاستخبارات العامة، كما أقرت حلولاً عاجلة وفقاً للتالي:
1- استحداث إدارة عامة للإستراتيجية والتطوير للتأكد من توافق العمليات مع إستراتيجية الرئاسة وإستراتيجية الأمن الوطني وربطها برئيس الاستخبارات العامة.
2- استحداث إدارة عامة للشؤون القانونية لمراجعة العمليات الاستخبارية وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان وربطها برئيس الاستخبارات العامة.
3- استحداث إدارة عامة لتقييم الأداء والمراجعة الداخلية لتقييم العمليات والتحقق من اتباع الإجراءات الموافق عليها ورفع التقارير لرئيس الاستخبارات العامة.
4- تفعيل لجنة النشاط الاستخباري ووضع آلية لمهامها والتي تهدف إلى المراجعة الأولية واختيار الكفاءات المناسبة للمهمات.
والمملكة إذ تعلن أنها مستمرة في تطوير وحوكمة مؤسساتها كجزء من إستراتيجيتها في تطوير المنظومة الحكومية لاسيما الأجهزة الأمنية والاستخبارية رغبة في الوصول بها إلى أفضل الممارسات العالمية، لتؤكد أنها ماضية في تحقيق أهدافها سواء على المستوى المحلي أو الدولي في ظل الدور الريادي للمملكة في العالم العربي والإسلامي والدولي». وأقول: في ضوء ما مرت به المملكة مؤخرًا من تأزم إعلامي, واستهداف سمعة الوطن باتهام جهاز الاستخبارات بالذات, تشكيل اللجنة بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح. وفقهم الله لتصحيح كل ما يحتاج إلى تصحيح.