فهد بن جليد
أيام زمان كانت رسائل الـsms المُتهم الرئيس في تكاثر قضايا الانفصال والمشاكل الزوجية، كونها دليل إثبات قاطع وإدانة لا يستطيع الزوج -الألعوباني- أبو ثلاث ورقات، إنكارها أمام هيئة المحلِّفين المنزلية، والتي عادةً ما تكون الحماة أحد أعضائها الثابتين بحكم الخبرة في الحياة الزوجية، ومقدرتها على كشف أساليب اللف والدوران، وجرأتها في إصدار عقوبة (ترضاوه) صارمة تقصم ظهر الزوج، حتى لا تقوم له قائمة مرة أخرى، ولا يفكر بالزواج أو الارتباط بغير ابنتها.
اليوم مع تكاثر وتزايد طُرق التواصل تقاعدت رسائل الجوال، مُقابل انتشار وسائل ومنصات وبرامج التواصل الاجتماعي الأسرع والأحدث، ومن باب النصيحة وفعل الخير أقترح على المرأة التي لديها بعض الشكوك أن تحذر دوماً من تصرفات زوجها الإلكترونية قبل وقوع الفأس في الرأس، فكلما تغيِّرت صورة زوجك في البايو التعريفي، وأصبح يختار صوراً تسويقية تبيّن مكان جلوسه خارج المنزل، محاولاً إخفاء الصلعة والكرشة أو وقوفه بجوار سيارة فارهة أو مكان رومانسي، وأكثر من التعبير عن حالته بعبارات فيها خواطر عتاب أو حزن (فثمَّة) خطر قادم، وعليكِ - يا رعاكِ الله - التحرك سريعاً، ومواجهة الأمر خصوصاً عندما يدّعي الورع بكتابة دعوات لجمع الأحبة ولمّ الشمل وحب العائلة.
أختي العزيزة أفضل وأسرع طريقة لتأكيد الشكوك التي تسرَّبت إلى داخل حياتك الزوجية، هي المواجهة السريعة، فلا مجال هنا للحكمة أو الذكاء أو حسن التصرف، فظنونك ستكون صائبة حتماً، فقط نشِّني صح، وراقبي صح، وصدقي أوهامك، وصُمِّي أذنيك، واستمعي لنصائح إبليس وأعوانه، وستجدين نفسك في نهاية المطاف من المشاهير تُدافعين عن المرأة، وتُطالبين بحقوق المُطلقات، ولتتصفحي حينها كتابي الذي أعكف على تأليفه عن قصص الغيرة والشكوك بين الأزواج التي كانت حاضرة في التاريخ القديم، عندما كانت الخيول والبغال والحمير والبقر وسيلة المواصلات، والطيور والنار والدخان وسائل الاتصال، وحتى قبل أن يعرف الإنسان التقنية!
وعلى دروب الخير نلتقي.