برلين - (د ب أ):
أظهرت دراسة حديثة أن ركلات الجنين داخل رحم الأم، قد تسمح له بتشكيل «خريطة جسدية» لنفسه، وتمكينه في النهاية من استكشاف البيئة المحيطة به. أجرت الدراسة كلية جامعة لندن، بالتعاون مع مستشفى الكلية، ونشرت نتائجها مؤخراً مجلة «ساينتيفيك ريبورتس» المعنية بالتقارير العلمية.
وفي إطار الدراسة، قام باحثون بقياس موجات الدماغ التي تصدر عندما تقوم الأجنة بالركل بأطرافها، أثناء «نوم حركة العين السريعة»، حيث وجدوا أن الموجات الدماغية السريعة، وهي بالضبط نمط الموجات لدى حديثي الولادة، يتم إطلاقها في النصف المقابل من المخ. ويشار إلى أن «نوم حركة العين السريعة»، هي مرحلة من مراحل النوم تتميز بحركة العين السريعة. وعلى سبيل المثال، تؤدي حركة اليد اليمنى للجنين إلى إطلاق موجات دماغية، بعد ذلك مباشرة، في الجزء الأيسر من المخ الذي يتعامل مع اللمس في اليد اليمنى.
يشار إلى أن حجم هذه الموجات الدماغية يكون الأكبر لدى الأجنة، الذين عادة ما يكونون داخل الرحم. وتشير النتائج إلى أن ركلات الجنين أثناء المراحل الأخيرة من الحمل، أي خلال الثلث الأخير من فترة الحمل، تساعد في نمو مناطق في المخ تتعامل مع المدخلات الحسية، وهي الطريقة التي يطور بها الجنين الإحساس بجسده. ثم تختفي الموجات الدماغية السريعة التي تثيرها الحركة، عندما يبلغ الطفل بضعة أسابيع. ويقول لورينزو فابريزي، طبيب علم الأعصاب ووظائف الأعضاء والصيدلة بكلية جامعة لندن، وأحد المشاركين في إعداد الدراسة: «من المعروف أن الحركة العفوية وردود الفعل اللاحقة من البيئة المحيطة خلال فترة النمو المبكرة، ضرورية من أجل رسم خرائط المخ لدى حيوانات مثل الجرذان. وقد أظهرنا هنا أن ذلك قد يكون صحيحاً لدى البشر أيضاً».