م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني
لا ينكر جهود سمو أمير القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود في تنفيذ طريق (مكة - القصيم) إلا جاحد فمنذ أن كان الطريق فكرة حتى بادر سموه بدعم تصميم وتنفيذ الطريق بكل حماس وتابع مع الجهات المعنية بكل اهتمام، ولم يقر له قرار حتى رأى المعدات تشق الطريق وتبدأ بالتنفيذ وطرح له المشروع تلو المشروع ونفذ ثلث الطريق على أعلى المواصفات الفنية وبسياج ومواقف جانبية للطوارئ، ولم يكتف سموه بالمتابعة المكتبية والمخاطبات، بل يذهب بنفسه لمتابعة العمل بجولة كل فترة يناقش فيها العاملين والمهندسين والمسؤولين، ويقطع في كل مرة ما يقرب من 300 كم ذهاباً وإياباً، ويقارن بين كل مرة والمرة السابقة ويلاحظ ما تم زيادته من إنجاز بالمسافات والمراحل والأجزاء التي لا يتابعها إلا المهندس المقيم في الموقع!!
ورغم مسؤولياته ومهماته إلا أنه يستقطع يوماً كاملاً للجولة على الطريق (كان آخرها بتاريخ (4 -4-1440 للهجرة) وينزل بقدميه يتابع الإنجاز ويقرأ المخططات بهمة وعزم لا يلين!!
وهذا الاهتمام والمتابعة من سموه تعطينا أملاً باكتمال هذا المشروع الإسلامي الاستراتيجي وهدف هذا الطريق ليس تجارة مع البشر ولكنه تجارة مع الله يخدم قاصدي بيت الله الحرام وما أعظمها وأجلها من خدمة، فجزى الله سموه خيراً وكل من صمم ونفذ وتابع!!
أنفق على هذا الطريق المهم نحو 800 مليون ريال (داخل منطقة القصيم) وهي من أهم أجزاء المشروع حيث إن كل الطرق الموصلة لمكة مباشرة من القصيم طرق مفردة متعرجة تعج بالإبل السائبة التي سببت كثيراً من الحوادث وصارت بعبعاً أمام المسافرين إلى مكة!!
لقد تأخر تحقق هذا الحلم كثيراً وذلك لأنه طريق لا بديل عنه حيث يوازي طريق (الحج البصري) الذي هو أقصر الطرق لمكة للقادمين من القصيم وشمال شرق المملكة ودول شمال الخليج العربي!!
وتبقى نحو ثلثي الطريق واستكماله شمالاً ليتصل مع حفر الباطن ومنفذ الرقعي مع دولة الكويت مباشرة!!
ولا شك أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين قد وضعت في أولوياتها خدمة قاصدي بيت الله الحرام، وتسهيل كل السبل لهم ولا يزال القادمون من القصيم وشمال شرق المملكة من يسلك طرقاً خطرة للوصول لمكة وخاصة في منطقة القصيم والمنطقة الرابطة بين عفيف وظلم وشرق مكة المكرمة!!
وعلى هذا فإنني أتمنى من وزير النقل المهندس النبيل الحاذق الفطن نبيل العمودي بالعمل على استكمال الطريق بميزانية العام المقبل (2019م) وذلك لأن هذا الطريق سيكون صورة رائعة للمملكة في خدمة قاصدي بيت الله الحرام أولاً وسيكون ذا مردود اقتصادي كبير إذا تمت إدارته تنفيذياً وتصميمياً بأسلوب علمي واقتصادي وأقترح ما يلي:
1- تنفيذ جميع خدمات الطريق (محطات وقود- فنادق- مطاعم- مساجد- أسواق) ضمن مشاريع الطريق وتنفيذها مع مراحل التنفيذ لتجنب فتح الطريق بدونها ومن ثم انعكاس صورة سلبية أمام قاصدي بيت الله الحرام ويتم تنفيذها بطراز إسلامي موحد مستوحى من قدسية مكة ومكانتها.
2- يتم تأسيس شركة خاصة لإدارة واستثمار أصول الطريق وأجزم أنه سيتم استرداد تكاليف الإنشاء بعدد من السنوات مقابل استثمار هذه المحطات والفنادق المنفذة بطريق رائعة وبخدمات راقية بل ربما ستكون أفضل مما داخل المدن وستكون سوقاً رائعاً للمدن التي يمر بها الطريق!!
3- تشجير جوانب الطريق ووضع برك لمياه الأمطار التي يعبر كباري الطريق لتكون مصدراً لري الأشجار صيفاً وبالتالي تقليل تكاليف صيانة الطريق وتحويله إلى معلم سياحي أخضر.
وأخيراً..
لاحت لنا مآذن مكة
ولاحت لنا البطحاء والحرم!!
ما طريق شق صحراء موحشة
لا يعرفها إلا الذئب والغنم!!
ما أميرجال الطريق برجله
ناءت به المراكب واغبرت القدم!!
طريق صار في الأرقام معجزة
وصار هو الإنجاز والحلم!!