علي الصحن
لا يمثل المنتخب الأول اتحاد الكرة ولا الأندية ولو ألوانها، ولا يمثل الأخضر متى ما لعب وأينما لعب أحداً، وهو حينما يلعب، يلعب بألوان الوطن واسم الوطن ويحمل شعار الوطن، واسمه المنتخب الوطني وحينما ترتفع رايته في أي ميدان فهي ذاتها راية التوحيد، لذا فإن الوقوف مع المنتخب ومساندته، والشد من أزر لاعبيه، وشحذ همهم، واجب وطني لا منة فيه، ولا خيار آخر يصطف معه، ولا شيء يمكن أن يشغل أحداً عن دعمه في كل الأحوال.
المنتخب الوطني خط أحمر، يجب أن نجعله بعيداً عن أي خلافات أو ميول أو عواطف أو مصالح خاصة، وحينما يخطئ اتحاد الكرة في اتخاذ قرار ما قد نراه يتعارض مع مصالحنا، علينا أن ننتقد القرار، وأن نوضح وجهة النظر المبررة، دون أن يكون ذلك على حساب الأخضر، ولا أن نجعل المنتخب ضحية لخلافاتنا وميولنا أياً كانت.
كلنا نحب أنديتنا ونريد لها السبق في كل ميدان ومنافسة، لكننا نريد الأفضل للمنتخب، ونأمل أن يحقق النتائج المرجوة منه في المنافسة المقبلة الهامة، وأن يعود من أرض الإمارات الشقيقة بالكأس الآسيوية الغائبة عن الوطن منذ 22 عاماً.
كل منصف يتمنى لو أوقف الدوري حتى لا تتوزع المشاعر، فنختلف اليوم من أجل الأندية ونتفق غداً لصالح الأخضر، ولكن وقد مضى قرار اتحاد الكرة وصار واقعاً فإن علينا أن نوحد مشاعرنا مع منتخبنا، وأن ننسى ألوان الأندية، وأن نكون خير داعم للاعبين يحملون معهم آمال الملايين بتحقيق لقب قاري رابع، وهنا أدرك أن البعض قد يستصعب هذا الأمر، لكن حينما يعود للمنطق، ويقارن أي شيء آخر بالوطن سيجد أنه يذوب في مصلحة الوطن وسمعة كرته.
يدرك المتابع أن اتحاد الكرة قد أخطأ القرار في هذا الشأن لاسيما بعد تعليق المتحدث الرسمي له والذي أدخل البطولة الأفريقية في سياق التبرير للقرار، لكن هذا لا يبرر أن نختلف مع منتخبنا، أو أن نتمنى أن يخرج بنتائج تحرج القائمين عليه، حتى وإن كان في النفس شيء أو بعض شيء، فعلى الشخص أن يحتفظ بمشاعره لنفسه.
في هذا الصدد، قد يقول اتحاد الكرة إن إدارته السابقة هي من اتخذ القرار وأنه وجد نفسه أمام أمر لا بد له فيه، وهنا أقول: أتمنى من الاتحاد الحالي أن يقوم بعصف ذهني للنتائج المتوقعة من القرار، وأن يكلف فريقاً مختصاً بدراسة أمر استمرار الدوري وغيره من المنافسات المحلية مع مشاركة المنتخب من كافة النواحي (التسويق، مبيعات التذاكر والحضور الجماهيري، الاهتمام الإعلامي، المستوى الفني، عدالة المنافسة بين الفرق، الإثارة خارج الملعب، رأي الجمهور في القرار، رأي الأندية ولاعبيها في الأمر ...الخ ) ثم يخرج بتقييم عادل، ويقول: هل أصاب في قراره، أم جانبه الصواب؟