تقرير - محمد المرواني:
جاء قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بعودة الحكم السعودي لإدارة كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ربما منطقياً في ظل وجود تقنية الفار, وكذلك بعد أخبار متداولة عن نية الاتحاد الدولي لكرة القدم بسحب الثقة من الحكام السعوديين، وربما تقليص العدد من القائمة الدولية لحكام كرة القدم السعودية للفئة الثانية.
نقص الأجهزة والملابس
أتى هذا القرار في ظل نقص كبير في المعدات الخاصة بالحكم الخامس، وكان المفروض أن يتم توفير كل ما يلزم لسرعة تنفيذ القرار قبل اتخاذه, كما أن الحكام السعوديين يعانون نقصاً كبيراً في ملابس التحكيم التي لم تتوافر بشكل كافٍ، مما يضطرهم إلى تبادل ملابس التحكيم بشكل لا يليق بدوري المحترفين السعودي.
الفيديو حكمان فقط
لا يوجد حالياً حكم من المحليين معتمد كحكم فيديو ما عدا خالد الطريس وتركي الخضير مما يعني نقصاً حادًّا في الكادر الفني للمباريات، ويلزم مزيد من التدريب على هذه التقنية للحكام.
تشكيل اللجنة أول الحلول
أعاد الاتحاد السعودي لكرة القدم تشكيل لجنة الحكام ووضع الثقة بالدولي السابق جلال ليدير العمل بخبرته الكبيرة مونديالياً وآسيوياً ومحلياً, إذ يعد أبرز الدوليين من الجيل الحالي، ويحظى بثقة الاتحاد الآسيوي وبثقة الحكام, وخلال شهر من توليه إدارة لجنة الحكام قام بخطوات كبيرة من خلال عقد عدد من الدورات للحكام، وإعادة الحياة لبرامج اللجنة، وكذلك الإعلان عن دورات جديدة لاستقطاب الحكام الجدد، وكذلك الصرامة بالتعامل مع الحكام.
دعم هيئة الرياضة
لاشك أن معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة كان أول الداعمين للحكام عند وضع الثقة الملكية به ليكون رئيساً لهيئة الرياضة بالمملكة العربية السعودية, وكانت أولى خطواته صرف جميع حقوق الحكام المتأخرة لأربعة مواسم ماضية، بل إنه قام بتفريغ الحكام المرشحين للمشاركات الخارجية وترشيح الحكام السعوديين لإدارة نهائيات الكرة السعودية.
ولكن أتت قضية المرداسي الشهيرة لتضع الشكوك حول التحكيم بصفة عامة وإن كان رئيس هيئة الرياضة قد استجاب لطلب رؤساء الأندية السعودية بالاستعانة بالحكم الأجنبي بشكل كامل، ربما ليوجه رسالة للحكم السعودي للعمل لاستعادة ثقة المجتمع الرياضي به, وربما أيضاً لاكتشاف أسلوب الحكام الأجانب, وأيضاً معرفة أن التحكيم مدارس يستفاد منها، وأن الأخطاء واردة من الجميع.
الفار هل سيعيد الثقة بالمحلي؟!
لا شك أن تقنية الفيديو.. الفار التي اعتمدت بكأس العالم، ونجحت بشكل كبير، مما يقلل الأخطاء ويساعد الحكم المحلي على تلافي الأخطاء، ويجب مع عودة الحكم المحلي الاستعانة بالخبرات الأجنبية على تقنية الفيديو لتصحيح أخطاء الحكم المحلي، مع تدريب الحكام المحليين على التقنية قبل الاعتماد بشكل كلي على التحكيم السعودي.
ماذا يجب على لجنة الحكام؟
في هذه المرحلة يجب اختيار الحكام بدقة وحسب كفاءة الحكم، واختيار الحكام الأقوياء، خاصة أن كل المباريات صعبة وقوية، وصراع الصدارة والهروب من القاع؛ إذ يوجد تنافس شرس بين الأندية, كذلك استخدام العقوبات الفورية وإعلانها عند الأخطاء غير الطبيعية من الحكام وإعطاء الفرصة للحكم حسب أدائه، وليس درجته، ولو وصلت العقوبة للإبعاد الكلي عند تكرار الأخطاء وعدم إصلاح الحكم لها أو عدم الاستفادة من الفرصة التي تمنح له.
المكافآت الفورية
لاشك أنه عندما تكون المكافأة للحكم السعودي مباشرة مثلما هو معمول به للحكم الأجنبي فإنها ستكون حافزاً للحكم المحلي للبحث عن المباريات وزيادة دخله من جراء مهنة تعتمد على أدائه وكفاءته التي ستكون مقياساً لتكليفه, وكذلك زيادة الحوافز المالية لهم لتليق بدوري المحترفين.
الاحتراف للحكام
من دون أدنى شك فإن ارتفاع مستوى الحكم المحترف سيكون عنواناً بارزاً لقوة الكرة السعودية، وسيكون احتراف الحكم على المحك ببرامج الاتحاد السعودي القادمة، وبدعم هيئة الرياضة ومعالي المستشار تركي آل الشيخ شخصياً, ولو مبدئياً بتعيينهم على وظائف بمكاتب الهيئة الفرعية وتفريغهم للدورات والتمارين للاستعداد البدني والذهني للمباريات، مما يرفع قدراتهم التحكيمية ليكون التحكيم احترافياً بشكل كامل بجميع منظومة كرة القدم السعودية.
تطوير اللجان الفرعية ومراقبتها
اللجان الفرعية لحكام كرة القدم بالمناطق تشكل اللبنة الأولى لاكتشاف الحكام وتدريبهم، ويجب اختيار الخبراء الأكفاء لإدارتها، وكذلك توفير الأدوات التي تساعدهم بالتمارين, وكذلك وضع مكافأة تمارين مثلهم مثل اللاعبين الهواة بالأندية ليحافظوا على التمارين لأنها أساس التطوير، ومع الأسف اللجان الفرعية بفوضى من نواحٍ كثيرة؛ أبرزها عدم أداء الحكام التمارين، مما يسبب لهم مشكلات كثيرة في المباريات.
حماية الحكام
يجب أولاً احترام الحكام من الجميع، وعدم إرهابهم إعلامياً، وكذلك إصدار عقوبات قاسية بحق الإداريين أو اللاعبين ممن يهاجم الحكام لأن الأجواء المشحونة لا تعطي الثقة بالنفس للحكم بإدارة المباريات من دون مشكلات، وعندما يعلم الحكم بأن اتحاده وهيئة الرياضة تساند عمله فإنه سيكون أكثر ثقة بقدرته على تقديم كل ما عنده لكسب رضا الشارع الرياضي.