رمضان جريدي العنزي
الأفاكون الخراصون المفترون المنتحلون جيوشا من العتمة، تكاثروا حولنا مثل الضفادع والعثث، يريدون أن نكون وجبة دسمة لبهتهم وخيالاتهم المريضة، يريدون لشمسنا أن تنحدر نحو المغيب، يجاهدون بقدر عال لكي ننزلق نحو الهاوية، يحبون لنا الظلام، ويكرهون لنا البياض، يلهثون بخبث نحو تشريدنا، يكرون ويفرون بعبث مجنون من أجل انحراف عجلة التنمية والازدهار والدعة والسلام عندنا، واقعهم مر، وأجسادهم موبوءة بالأمراض، وأرواحهم نافرة بالبلاء، غارقون في الظلام والكساد والخسران، مهرجون، فاقدون للواقعية، رؤاهم شحيحة، وحكمتهم غير بالغة، ونتائجهم علقم، استعراضيون، لا يجيدون سوى الكلام، زمر من الانتهازيين والنفعيين جندتهم الاستخبارات العدائية ومدتهم بالخرافة والبهت والوهم، يحركون الإشاعات، ويلعبون بالأوهام، العالم يتغير، والعملة تتغير، والأزياء تتغير، وحتى الأسواق تتغير وتتبدل، وحدهم هؤلاء لا يريدون التغير، ولا يحبون التبدل، مبادئهم تباع وتشترى، وأخلاقهم هراء، وعقولهم ناقصة، وتفكيرهم هزيل، وضمائرهم ميتة، يريدون أن يقودونا نحو دهاليز الظلام، وجحورالفقر والجوع والحرمان، هيمنت ثقافة الخراب على عقولهم الهرمة، مأفونون يساومون العفيف على عفته، والمستور على ستره، مخيلتهم جزء من واقعهم الكئيب، وظفوا الأساطير، واستخدموا الخرافة وفق مسرحيات اصطناع المعجزات، هؤلاء الزمر المخربة الذين يعيشون على الهامش، يريدون أن يجعلونا مقيدين ومشوهين ومشلولين، يريدوننا أن نعيش أهوال الشتات، ما عندهم وازع ضمير، يجوبون الآفاق لا لسعادة الناس وتطوير الحياة، بل لتأطير عمليات الخراب والفناء، ورسم سبخات ومستنقعات كبيرة نتنة ومالحة من أجل طمرنا وقتل الحياة فينا، يسهبون في التوصيف للظواهر والأحداث دون الغوص في البحث عن الحلول، زمر ممسوخة العقل والفكر والشكل، وضعوا أنفسهم ممسكين بصولجان الحكمة ومفاتيح الحياة، وهم مزورون ومزيفون وعندهم نهم كبير لتدميرنا والعبث فينا، ما عندهم ثروة لغوية، ولا خيال خصب، ولا حنكة في إمساك خيوط المعرفة، لا عقولهم منفتحة، ولا عندهم مخزون فكري وعقلي وثقافي، هؤلاء الزمر المجنونة الذين يحاولون جرنا نحو الهلاك والدمار عليهم أن يعوا بأننا كنا وما زلنا مفتاح العالم إلى جنة السلام والدعة والاستقرار، وعليهم أن ينتبهوا جيداً لهذا، وأن محاولة تضليلهم وتجهيلهم للناس ينم عن واقعهم الأليم، وعليهم أن يتبصروا بعين العاقلالمتبصر، وليس بعين الجاهل المتقهقر، أن على هؤلاء الزمر الموبوءة بالجنون، أن يعوا ويدركوا بأن أعمالهم مخالفة لكل أبجديات التعاطي والتعامل والمبادئ والسمو والأخلاق، وليعلموا بأن نقيق الضفادع في المستنقع الضحل لا يؤدي إلا نتيجة، وحتى طنين الذباب مجرد طنين، عليهم أن يعلموا جيداً، بأن السعودية هي أرض التاريخ والإرث والنبوة والنور والعطاء، وأن اسمها كبير، وحملها كبير، وأهميتها كبيرة، ووجودها ميزان استقرار وتوازن للعالم أجمع، حضورها متفرد، وغيابها فقدان، نسائمها جنة، ونسائم غيرها نيران، وهي مرتكز الظل والثبات، والمثلث والضلع والمربع والعنصر والفرجار.