«الجزيرة» - محمد هليل الرويلي:
أشاد مفكرون وعلماء وأدباء ومثقفون بالدور الإنساني العظيم الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، المتجسد بأعمال وإنجازات تنموية وخدمية متنوعة، تمثلت في المساعدات الإنسانية والإغاثية في (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية)، هذا النداء الإنساني الذي أطلقه الملك وهبَّ الشعب السعودي من خلفه لإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، مؤمنين بأهمية المحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، ما جعل المملكة العربية السعودية (رائدة العمل الإنساني) على المستوى العالمي، خلال قيامها برسالتها العالمية نحو السلم والسلام، وهي التي ترفع شعار (نحو إنسانية بلا حدود).
والمملكة تعد اليوم مركزًا دوليًا رائدًا لإغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش الحياة الكريمة.
وثمن المفكرون والعلماء والأدباء والمثقفون من ضيوف الحرس الوطني في مهرجان التراث الوطني «جنادرية 33»، المقام هذا العام تحت شعار «الجنادرية وفاء.. وولاء»، خلال زيارة وجولة تعرفوا من خلالها على أهداف وبرامج ورؤية ورسالة (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) أمس. إذ استمعوا لتقرير قدمه مساعد المشرف العام للتخطيط والتطوير الدكتور عقيل الغامدي، الذي أكد خلال شرحه للتقرير ما يقوم به هذا المركز من جهود جبَّارة في خدمة العمل الإنساني وتوفير الدعم المالي الكبير وتخصيص مبالغ طائلة في مسارات ومناحي متعددة كلها تصب في خدمة الإنسانية، وتوفير أفضل الظروف المعيشية والحياتية، تعددت في قطاعات الصحة والتعليم، والإعاشة والغذاء، والكسوة، والنظافة، فطالت أيادي الخير السعودية البيضاء بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حتى بلغ عدد الدول المستفيدة من خدمات المركز منذ تأسيسه في مايو/ 2015م (79 دولة)، تصلها هذه المساعدات بكل حيادية وشفافية وبدون أي دوافع خفية، ومن منطلق إنساني يعكس الدور الريادي للمملكة في مجال المساعدات الإغاثية على المستوى الدولي لمستحقيها، ممن تعرضوا للآثار السلبية للنزاعات وما ترتب عليها من نزوح، هربًا من الظروف الأمنية، والاقتصادية القاسية.
«الجزيرة» كانت بمرافقة ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة «جنادرية 33 وفاء وولاء».. ورصدت انطباعات عدد من المفكرين والعلماء والأدباء والمثقفين خلال الجولة في المركز للتعرف على المهام التي يقوم بها المتطوعون المتميزون بالأداء العالي والمهنية والخبرة، وبرامج تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والخيرية الخارجية للمملكة العربية السعودية وما قدمته من شراكات مع المنظمات الرائدة في هذا المجال، ونجاحها في بناء شبكة قوية من الداعمين والمتبرعين، إذ وصل ما تم إنفاقه من شهر مايو عام 2015م، حتى نهاية عام 2017م ما مقداره (3.746.55.175) ريال سعودي، أي ما يُعادل (999.082.177) دولار أمريكي، على شكل منح إغاثية وإنسانية في شتى أنحاء العالم.
الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور «عايد المناع» قال: أسأل الله أن يعين المملكة العربية السعودية على مواصلة جهودها الإنسانية الذي تقدمه -لوجه الله تعالى- ثم من أجل الإنسانية»، مشيدًا بدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في هذا المجال، سائلاً الله أن يجزل له الأجر والمثوبة وأن يجعل ذلك في ميزان حسنات خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي الكريم والقائمين والعاملين بهذا المركز وعلى رأسهم معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة.
وأشاد المناع بجهود المركز الذي استطاع الوصول لـ (79 دولة)، والإنفاق والبذل عليها بسخاء، ما بلغ أكثر من (84 مليارًا)، من بينها اليمن وسوريا وفلسطين والعراق والصومال وأثيوبيا ومينمار وباكستان وبوركينا فاسو وكازخستان.
كما لم يغفل المركز الطفل والمرأة فأقام العديد من المشاريع خدمت أكثر من (39 مليون أمرأة وطفل).
كما أشاد بجهود المملكة في دعم اليمن الشقيق خصوصًا وأن الوضع الإنساني مؤلم جدًا، وقال المناع: الوضع الإنساني في اليمن حظي باهتمام كبير من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، فأكثر من 22 مليون يمني من أصل (29 مليونًا)، بحاجة للمساعدات الإنسانية، (11 مليونًا) منهم بحاجة ماسة جدًا للخدمات الإنسانية. إضافة للنزوح الداخلي المقدر بأكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون يمني. ولولا وقوف المملكة وموقفها التاريخي لحدثت كارثة إنسانية على مستوى البشرية، لكن ما خصصته المملكة من مبالغ مليارية طائلة ومعونات إنسانية عاجلة طبية وغذائية وكساء وإيواء خفف كثيرًا من حجم المعاناة لدى الإشقاء في اليمن.
والحال هو كذلك في سوريا ومينمار والعديد من البلدان المنكوبة التي تعرضت شعوبها لانتهاكات إنسانية فلجؤوا إلى المملكة، التي استقبلتهم بكل ترحاب ومودة، وأطلقت عليهم (الزائرين)، لم تصفهم باللاجئين ولم تتركهم مشردين، وكذلك لم تعزلهم في مخيمات بل عاشوا بين أفراد الشعب عيشة كريمة، توليهم الحكومة ويوليهم الشعب جل اهتمامهم. أظن أن البعض يعرف أن هناك على أرض السعودية أكثر من 283 ألف سوري، وأكثر من 250 ألف من مينمار، أما اليمنيون فيفوق تعدادهم نصف مليون زائر يمني. كل هؤلاء على الأراضي السعودية ترعاهم المملكة وتغدق عليهم خيراتها. فهل سينصف العالم الجهود الإنسانية العظيمة التي تقوم بها بلاد الحرمين، في ظل قائدها الملك سلمان.
وأضاف: إن جهود المملكة ومساعدات المملكة تصل للمحتاجين الحقيقيين، وليس للقوى والتنظيمات الإرهابية التي تزرع الموت والدمار لبلدانها، وهنا الفرق يتجلى والبون شاسع جد بين ما تقدمه المملكة من غذاء وكساء ودواء وطب وتعليم ونظافة ورعاية شاملة، وبين ما تقدمة إيران وأذناب إيران من الحوثيين والمرتزقة والأبواق من زرع وتحشيد للقنابل والمتفجرات والمفرقعات والصواريخ، ثم يظهرون في قنوات الزيغ والفجور والكذب «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل»، وبأيديهم وآلتهم المجرمة ووسائلهم الإعلامية الضالة يقتلون شعوبهم ويسحقونهم ويجوعونهم ويشتتونهم ويتركون المدن وراءهم مدمرة محطمة يتفشى فيها الفقر والفاقة والجهل والخوف.
هذا ما يجب أن يدركه العالم
كما أعرب «المناع» عن شكره لمعالي وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الـ33 على كل الجهود التنظيمية المقدمة سنويًا من قبل وزارة الحرس الوطني في الجنادرية في العاصمة السعودية الرياض، وحسن الضيافة وكرم الاستقبال الذي حظي به ضيوف المهرجان كافة، من مختلف الجنسيات، كما هنأ معاليه على نجاح برامج المهرجان الوطني للتراث والثقافة والفعاليات الثقافية المعدة بهذه المناسبة، مؤكدًا أن هذا النجاح لم يأت من فراغ، إنما جاء بدعم واهتمام ولاة الأمر، في هذه البلاد المباركة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - ومن قبل متابعة وتوجيه الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان.
فيما قال النائب المصري عضو مجلس النواب نائب المصريين في الخارج «غادة عجمي»: هذه هي الصورة المشرفة للسعودية التي يعرفها العالم المنصف، هذه هي المملكة مملكة الإنسانية، وهذا هو خادم الحرمين الحرمين قائد العمل الإنساني، ما شاهدته يعكس الصورة الإنسانية لبلاد الحرمين الشريفين، فكل الشكر لخادم الحرمين ولسمو ولي عهده. ولتمضي المملكة قدمًا في نهجها الإنساني ولتمضي قدمًا في خدمة البشرية والإنسانية كافة في مختلف الاتجاهات التي تقدمها بدعم مالي سخي وكريم ساهم في بناء حضارات اجتماعية وثقافية وصحية وتعليمية وطبية في أقطار شتى في العالم.
وأوضح رئيس جمعية الكتاب والسنة في السودان الشيخ «عثمان حبوب»: يكفي هذا المركز قيامه بتنفيس الكربات وقضاء الحاجات للفقراء والمساكين، بأسلوب مميز يفوق الوصف وبانضباط إداري رائد في الأداء والتنفيذ. فهذا المركز يقوم بإغاثة الملهوفين وإطعام الجائعين وكسوتهم، وإيواء المشردين. وقد سرني ما شاهدته من أعمال إنسانية في هذا المركز الذي ترعاه الحكومة السعودية. وأسأل الله لخادم الحرمين الشريفين وقادة هذا المركز والعاملين عليه النصيب الأكبر والأجر الأوفر فيما بشر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يكون لهم المقام المُشرّف والقدح المُعلى من قول نبينا صلى الله عليه وسلم، فيما روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى الإشعري رضي الله عنه قال: (الخازن المسلم الأمين الذي يُنْفِذُ - وربما قال: يعطي-، ما أُمر به كاملاً مُوَفَّرًا، طيب به نفسه، فيدفعه إلى الذي أمر له به أحدُ المتصدِّقَيْنِ). فبشر صلى الله عليه وسلم ما يمثل هذه الإدارات والمراكز الناجحة في إيصال ما أُوقف لله عز وجل، وإيصال ما وجه من أمور متعلقة لله تعالى بالخير والثواب. وهذا ما نشاهده ونسمع به عن مركز خادم الحرمين الشريفين. ونسأل الله أن يضاعف للملك سلمان الأجر والمثوبة، وأن يجعل له النصيب الأكبر فيما بشر به نبينا، وقد روى الإمام البخاري في صحيحه قوله (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟).
فيما وصفت الشاعرة السودانية أحد ضيوف الحرس الوطني في مهرجان التراث الوطني «ابتهال تريتر» زيارة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالزيارة الأكثر أهمية، واصفة جميع الضيوف بالسفراء لبلدانهم في المجالات الإنسانية.
وقالت «تريتر»: «الزيارة لمركز الملك سلمان هي الأكثر أهمية بالنسبة لي لأن ضيوف الجنادرية جلهم سفراء للإنسانية ويحملون على عاتقهم هموم شعوبهم، وهذا ما سيعودون به من السعودية لبلدانهم وكل العالم. أدهشني الترتيب والإحصاء والتنوع، وأحزنني القصور الإعلامي تجاه مركز كهذا له ما له من مبادرات وخدمات وهو يمس عصب القضية الإنسانية في العالم ككل، وفي المنطقتين العربية والأفريقية باعتبارها مراكز عمل مكثف ولها خصوصيتها ما بعد النتائج السلبية التي خلفتها الثورات وما يسمى الربيع العربي»، وزادت: «أرجو أن يتبوأ المركز مكانته العالمية التي يستحقها، وأن نعمل سويًا لنصدر مؤسساتنا وخبراتها للعالم، فهي لا تقل عن نظيراتها التي تملأ الآفاق وتشغل الناس».
وأشاد الإعلامي محمد الملا بالعمل الإنساني المقدم في المركز دون النظر لأي عرق أو لون أو مذهب أو أديان، وقال: «يجب على الشعب السعودي والعربي والإسلامي عامة بل وحتى المجتمع الدولي الإنساني، الفخر والاعتزاز بهذا المركز الذي يقدم المساعدات والخدمات الإنسانية، بكل حيادية لدول متفرقة في العالم طالتها الحروب والنكبات والأزمات، ضاربة أروع أمثلة النصرة والعون والإغاثة، وتقديم المساعدات، ما بوأ السعودية مكانة ومنزلة رفيعة بين شعوب العالم فعدت واحدة من أهم الدول بتقديم العمل الإنساني، وفي طليعة الباذلين والمانحين والداعمين في صنوف العمل الإنساني. يحق لنا أن نفخر بالسعودية عربيًا وإسلاميًا وعالميًا. لكون السعودية اليوم مثلما هي عاصمة العمل الإعلامي، هي اليوم أيضًا تتبوأ منزلة رفيعة ومكانة عالية وهي حقًا (عاصمة العمل الإنساني)».
وفي ختامة جولة عبَّر مؤسس منتدى مهرجان الرمثا للشعر العربي الأديب والباحث الدكتور «محمد الزعبي»، والأكاديمي الإماراتي «طلال الجنيبي»، والكاتبة الشاعرة الجزائرية «سمية محنش» عن عظيم شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، لما لقوه من حسن استقبال وكرم في الضيافة خلال فترة تشريفهم للمهرجان ولما حظوا به من السلام على خادم الحرمين الشريفين والحديث معه خلال استقباله لهم في قصر اليمامة. كما رفعوا شكرهم لمعالي وزير الحرس الوطني خالد العياف ولكل اللجان العاملة في المهرجان، مبدين إعجابهم في البرامج الثقافية المتنوعة المنظمة هذا العام.
كما عبروا لـ«الجزيرة» عن مدى إعجابهم بما شاهدوه خلال الزيارة التي قاموا بها لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، واصفين هذا الصرح الإنساني بالخلاَّق، وأحد مشاعل العطف والرحمة في هذه الحياة، كما وصفوا المركز بالقيّم الذي يشرح ما تقوم فيه المملكة العربية السعودية من تمويل ودعم لا محدود للمشاريع الخيرية حول العالم، هذا الدأب الذي عرفت به المملكة منذ قديم الزمان.