نص ضَمّنه شاعره بتمكُّن الحكمة ومكارم الأخلاق والقيم النبيلة.. بثقافته العالية، ورؤيته للأمور من زواياها بدقة متناهية:
افعل بالأسباب تلقى للمشاكل حلول
رزقك ماهو ضيفك اللّي تقعد وتحتريه
لاصار حظك ماهوب اللّي وطبعك عجول
والله لتبطي وحالك مثل ما هو عليه
لاشتد خطب الليال وزاد وزن الحمول
اصبر ولا تشكي أحزانك لوجهٍ كريه
يا ما بركنا لكايدها وحنَّا نقول
ما للولد لأخذلوه أصحابه إلاّ يديه
لو تضرب فجوج الأرض من الفقر عرض طول
ولا تذلّل لعبدٍ مثلك وترتجيه
الله له الفضل والا خلقه أهل الفضول
يا ما تألمت من شخصٍ تأمّلت فيه
جامل على قد ما تقدر صغار العقول
وإن كان قالوا لك إنت تخاف منّه قل إيه
ايوالله أخاف أردّد لي كلام امهبول
وتلخبط الناس ما بيني وبين السفيه
من حشمة الكفو صمتك عن هروج الخبول
مثل لاقدَّم معزبك أكل ما تشتهيه
وبتاكله وانت ما انت بمشتهي وش تقول
حنّا ربينا على هالحال لا تقول ليه
لا يصير وجهك من سلوم الرجال امغسول
اوزن بعقلك جميع الحكي قبل تحكيه
أحيان ترمي حكي مزح ويصول ويجول
تنساه بس اللي كنت تمازحه ما نسيه
ما هو مغير الخريف إلا بكل الفصول
مثل الورق قامت تطيح أقنعه عن وجيه
ولا تثق في عدو ولا تصادق زعول
اللي على أطرف سبب يبيع من يشتريه
إليا رضى عن رفيقه صار شيخ الفعول
وإليا زعل منه حط اللي ما هو فيه.. فيه
ولا تصبح بحكمك إليا اخطأ رفيقك عجول
إسمع منه يمكن ظروف الزمان اتحديه
والهمز واللمز جنب عنه فعلٍ وقول
وتغتاب وتصير مثل اللي كلا لحم اخيه
لاصحكّت أبواب قِدْمك واحكمت بالقفول
إلجأ لمن ماش ملجأ منه إلا إليه
أحياناً أحلامنا عنها المعاصي تحول
تتعب ما تلقى لسوء الحظ عذرٍ وجيه
بالحمد للّه بتطول المُحال وتنول
وبأستغفر الله تلحق نفسك اللي تبيه
تعلَّق بمن تزول أزوال وهو ما يزول
في كل الأحوال ما هو بالحزن تلتجيه
وبشّر من أرضى إثنينه بالأجر والقبول
ثلاثة أرباع توفيقه رضى والديه
إجعل كتاب الله أخلاقك وهدي الرسول
وردّد لاطروه صلى الله وسلم عليه
** **
- سلطان بن بندر بن بتلاء