خالد بن حمد المالك
تواجه منطقتنا تحديات خطيرة، فهناك ثلاثة لاعبين خطرين متضامنون ومتفقون على زعزعة الأمن والاستقرار في هذا الجزء المهم من العالم، الثلاثي يمثِّل دولاً تمارس سياسات متهوِّرة، دون أن تفكر هذه الدول بأن أضرارها سوف تمتد لها، وأن هذا السلوك الأحمق لن يجعلها في مأمن من تبعاته، حتى وإن تباهت في تعاونها على أنه يعطيها القوة ويمنع تأثير هذه العواصف على أمنها واستقرارها.
* *
أعني بالثلاثي الخطر، تركيا وإيران وقطر، فبينما تستعرض الأولى والثانية قواتها العسكرية، في مغامرات غير محسوبة أضرارها، يأتي المدد المالي من قطر لتغطية كل عمل إرهابي تشارك فيه الدولتان، فيما تشير كل التوقعات والقراءات إلى أن ما تقوم به هذه الدول الثلاث هو نوع من العبث والانتحار، وربما قادها ذلك إلى ممارسة مغامرات أكثر خطورة مما نراه.
* *
فتركيا لا تكتفي بالتدخل عسكرياً في سوريا والعراق، ولكنها تذهب بعيداً إلى حيث تقع ليبيا، فتهرِّب الأسلحة الخفيفة والمتوسطة إلى هناك لإذكاء نار الفتنة، وزيادة الحطب في النار المشتعلة، للحيلولة دون الوصول إلى اتفاق بين الليبيين لإيقاف الحرب الأهلية، والوصول إلى حلول سياسة توقف استمرار تدفق دماء الأبرياء في هذا الوطن الجريح.
* *
وإيران وما أدراك ما إيران، لا يكفيها التدخل في العراق وسوريا ولبنان والبحرين، وإنما يذهب تدخلها السياسي والعسكري بعيداً إلى حيث اليمن دعماً للحوثيين، وإلى دول إسلامية مجاورة لها، في أعمال إرهابية، لا يمكن فهم أهدافها، إلا حين نمعن النظر في النتائج الدموية والفوضى التي تدب في كل دولة مخترقة من الإيرانيين.
* *
أما قطر المغلوبة على أمرها، الضالعة في كل مشكلة في هذه الدولة أو تلك، فهي لا تعدو أن تكون مصرفاً يموِّل كل عمل إرهابي بالمال القطري، وبيئة حاضنة لكل الأشرار في العالم، حيث التخطيط للعمليات الإرهابية من هؤلاء ضد دول الجوار والأشقاء الأقربين وغير الأقربين.
* *
إنه ثلاثي خطر، ومثلث للشر، تجده دون عناء عند البحث والمتابعة، واضحاً ومكشوفاً في كل فوضى تقوِّض الأمن والاستقرار في الدول، كما تجدها أينما كانت هناك عمليات إرهابية تضرب هذه الدولة أو تلك، فالمسؤولون في الدول الثلاث نزعوا الرحمة والحكمة وحسن التصرّف من سلوكهم، ومن تحمّلهم لمسؤولياتهم، وباتوا خطراً على العالم، يتمدد ويتسع نشاطهم، مع كل فرصة أو ثغرة يجدونها مواتية لهم.