سلطان بن محمد المالك
خبر رائع سعدنا بسماعه من ضمن الأوامر الملكية الأخيرة والخاص بإنشاء الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، التي يأتي إنشاؤها في وقت مهم في ظل التطوير الشامل لجميع الفرص وتهيئة كافة الظروف لتعزيز قدرات المملكة وإمكاناتها محلياً ودولياً. والهيئة سوف تقوم باستكمال ما قام به البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات خلال الخمسة أعوام الماضية. وإنشاء هيئة مستقلة إدارياً ومالياً ترتبط بمعالي وزير التجارة والاستثمار يؤكد اهتمام حكومتنا الرشيدة على نقل صناعة المعارض والمؤتمرات إلى مصاف الدول المتقدمة بهذا المجال. فقد حان الوقت ليكون أحد أهدافنا في تسويق المملكة دولياً هو استقطاب المعارض والمؤتمرات العالمية النوعية، وتسويق الإمكانات الكبرى للمملكة وما تتمتع به من مزايا نوعية وإمكانات كبيرة، ولتصبح صناعة المعارض والمؤتمرات رافداً من روافد التنمية وزيادة مصادر الدخل غير النفطية للمملكة.
وفي تصريح لمعالي وزير التجارة والاستثمار ورئيس مجلس إدارة الهيئة أكد الدكتور ماجد القصبي أن الهيئة ستواكب التطورات العالمية في صناعة المعارض والمؤتمرات لإبراز مكانة المملكة على المستوى الدولي، والتأكيد على دورها القيادي على خارطة المعارض والمؤتمرات. وسوف تعمل على تطوير صناعة المعارض والمؤتمرات بما يسهم في خلق فرص وظيفية للمواطنين، وسلسلة إمدادات تدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وكلنا قد لاحظنا ازدهار صناعة المعارض والمؤتمرات في المملكة في الآونة الأخيرة، حيث يقام عديد من المعارض والمؤتمرات المتخصصة لعرض المنتجات والخدمات في مختلف المجالات مثل الأثاث ومواد البناء، العقار، الزراعة، التغذية، الاتصالات وتقنية تقنية المعلومات وغيرها. وفي الغالب تقام في المناطق الرئيسة، ويشارك بها جهات حكومية ومصنعون وموردون وشركات ومؤسسات خاصة من داخل وخارج المملكة. وإن كنا قد نجحنا في إقامة مؤتمرات دولية كبيرة مثل منتدى الاستثمار العالمي بتنظيم صندوق الاستثمارات العامة ومؤتمرات مسك الخيرية العالمية، ألا أن المتتبع لصناعة المعارض يلحظ غياب كبير لما يطلق عليه (ثقافة المعارض والمؤتمرات) وتغلب عليها الاجتهادات الفردية وغياب التنظيم وما تتطلبه من عوامل لتحقيق النجاح. ونتطلع إلى أن يكون للهيئة دور كبير في وضع التشريعات والتنظيمات الخاصة بهذه الصناعة المهمة التي سوف تسهم في تطويرها وتنظيمها، ووضع الخطط اللازمة لتحقيق النجاح والعمل على تذليل المعوقات الرئيسة المؤثرة في نمو صناعة المعارض والمؤتمرات في السعودية مثل عدم وضوح الأنظمة والإجراءات، وتعدد المرجعيات سابقاً، ومحدودية المعلومات والبيانات، وقلة الكفاءات الوطنية المتخصصة، ومحدودية منشآت المعارض والمؤتمرات، وتشتت وطول مدة إجراءات منح التراخيص اللازمة.
صناعة المعارض والمؤتمرات في المملكة أمام مستقبل وسوق واعد في ظل الدعم الكبير من الحكومة لتسويق المملكة وإبرازها في مختلف المجالات.