خالد بن حمد المالك
كان أكثر ما ساءنا في عام 2018م ذلك التعامل التركي القطري القذر مع جريمة مقتل جمال خاشقجي، إذ لم يُحشد إعلامياً لقضية مماثلة أو أسوأ منها، كما حُشد لقضية المواطن السعودي، ولم يتم التحدث عنها بمعلومات صحيحة أو حتى مضللة كما في حالة أخرى مماثلة أو أسوأ.
* *
كان مقتل خاشقجي فرصة لقطر ولتركيا معاً، لتسارع الدولتان إلى تقديم مسؤوليهما الكبار بهذه الصورة غير المناسبة، والزعم بأن ما يصدر عنهم إنما هي حقائق لا تصل إلى حد التشكيك فيها، وأنها بلا مناقشة، فهي معلومات موثقة وحقيقية بزعمهم، وأن على المملكة أن تقبل بها، وعلى العالم أن يُسلّم بها.
* *
كان الضجيج عالياً، أصوات مبحوحة، وانفعالات غريبة، وحماس يكشف عن الأهداف الخبيثة، وعوار في السياسة القطرية - التركية، ومن ساند الدولتين، ووقف مؤيداً وداعماً، دون أن يلقي بالاً للآراء الأخرى، أو يفتح عينيه وأذنيه لمشاهدة الحقيقة كما هي من المصدر الموثوق المملكة.
* *
انتهت الحفلة التنكرية بقيادة قطر وتركيا، وانفض الجميع من المسرح، وتوارى هؤلاء خجلاً، كما غاب بعض من باعوا ضمائرهم مقابل المال، ولم يبق إلا التكرار الممل لما قيل من قبل، والمعلومات المعادة، والحديث على استحياء عن قضية طواها النسيان أو كاد، ولم يبق منها إلا ما قالته المملكة من تفاصيل حقيقية عنها، فقولها هو الثابت والمعتبر، وما قاله الرئيس التركي ورددته أبواق قطر ذهب هباء، وذرته الرياح، مثله مثل السراب في حسابات الظمآن.
* *
انتهى العام، وانتهت معه روايات الرئيس أوردوغان، ولم يبق إلا أن نقول له ولنظام قطر، ابحثوا عن قضية أخرى غير مقتل جمال خاشقجي، فنحن أمام عام جديد، وهذه فرصة أمامكم لمزيد من المؤامرات التي لن يكون حالها كأحسن حال من مقتل جمال خاشقجي - رحمه الله -، أو من موقفكم المتشنج والكاذب من مواطن يعنينا ولا يعنيكم، ويهمنا أكثر مما يهمكم.