د. أحمد الفراج
ينعقد اليوم الخميس الكونجرس الأمريكي بتركيبته الجديدة، التي تمخضت عنها الانتخابات النصفية الماضية، والتي خطف بموجبها الحزب الديمقراطي أغلبية مجلس النواب، بينما احتفظ الحزب الجمهوري بأغلبية مجلس الشيوخ، وستكون الأولوية في مجلس النواب هي اختيار رئيس المجلس، والذي يتوقّع أن تكون النائبة عن ولاية كاليفورنيا، نانسي بيلوسي، وهي سياسية مخضرمة، ومن أشرس خصوم الرئيس ترمب، وتكمن أهمية هذا المنصب في أن من يتسنّمه يصبح الشخص الثالث، المؤهل لشغل منصب الرئيس الأمريكي، بعد الرئيس ونائبه، ففي حال وفاة الرئيس ونائبه، أو عزلهما، يصبح رئيس مجلس النواب هو الرئيس مباشرة، حسب الدستور الأمريكي، ومع أن هذه الحالة شبه مستحيلة، إلا أن حدوثها ليس مستبعداً، فقد كان ممكناً أن تحدث في زمن الرئيس، ريتشارد نيكسون.
في مجلس الشيوخ، وهو المجلس الأعلى، احتفظ الجمهوريون بالأغلبية، فقد أصبحوا 53 عضواً، في مقابل 45 عضواً ديمقراطياً، وعضوان مستقلان، يصوتان مع الديمقراطيين، ويمثِّل الرجال الأغلبية، إذ يبلغ عددهم 75، في مقابل 25 سيدة، وهذه أعلى نسبة لحضور السيدات في تاريخ المجلس، وبما أن كل ولاية من الولايات يمثّلها عضوان، بغض النظر عن عدد السكان، فقد انتخبت 31 ولاية ممثليها من الرجال، بينما انتخبت 13 ولاية رجلاً وسيدة، وكان لافتاً أن ست ولايات انتخبت سيدتين لتمثيلها في المجلس، وهي ولايات كاليفورنيا وواشنطن ونيفادا واريزونا ونيو هامشير ونيفادا، وتظل أغلبية أعضاء المجلس العظمى من العرق الأبيض (91 عضواً)، في مقابل 4 من الأقلية اللاتينية، واثنان من الأمريكيين الأفارقة، واثنان من أصول آسيوية، وواحد من أعراق مختلطة.
في مجلس النواب الجديد، والذي يبلغ عدد أعضائه 435 عضواً، يمثِّلون الولايات الخمسين حسب النسبة والتناسب، عطفاً على مجموع سكان كل ولاية، يسيطر العرق الأبيض على المجلس أيضاً (333 عضواً)، في مقابل 55 من أصول إفريقية، و44 من أصول لاتينية، و15 من أصول آسيوية، و4 من السكان الأصليين (الهنود الحمر)، ومن المعلومات المثيرة عن الكونجرس الجديد هي أن عضوين في مجلس الشيوخ، وثمانية أعضاء في مجلس النواب يعلنون أنهم مثليّون، ورغم أن الكونجرس الجديد يضم ممثلين عن عدة ديانات، مثل الإسلام والبوذية والهندوسية واليهودية، إلا أن الأغلبية العظمى تظل من المسيحيين، وتحديداً المسيحية البروتستانية، وبعد الاطلاع على تركيبة الكونجرس عرقياً ودينياً، يتضح أن أمريكا، ورغم أنها أرض المهاجرين منذ زمن طويل، إلا أن النخب المسيحية من أصول أوروبية، هي التي لا تزال تمسك بزمام الأمور، وتحكم هذه الإمبراطورية الشاسعة، وسنواصل الحديث عن الكونجرس رقم 116، ومواجهته المرتقبة مع الرئيس ترمب، الذي سيواجه أوقاتاً صعبة للغاية!