عطية محمد عطية عقيلان
تمتاز الصحراء بطبيعة خلابة، خاصة في فصل الشتاء أو الأمطار فتنتشر المناظر الأسرة عندما تتعانق الصحراء مع الخضرة في منظر ساحر ونادر وأخاذ، وتفوح من الأزهار رائحة ليس لها مثيل في أي طبيعة في العالم، ويحرص كل من جرب هذه الأجواء على المداومة عليها والخروج للتنزه.
وتنبهت الجهات الرقابية إلى الأثر الكبير الذي تحدثه المركبات والحيوانات على هذه الطبيعة التي تحتاج إلى عدم تدميرها فأنشئت محميات طبيعية وحوطتها بسياج من الأسوار حتى لا يتسنى للمركبات العبث فيها كما تم سن أنظمة لمربي المواشي لضمان عدم دخول مواشيهم في أوقات معينة، كما تم تشريع قوانين حذرت فيه الاحتطاب ونقل الحطب لما يمثله من خطر وتدمير للبيئة، فأعلنت الوزارة أن الاحتطاب الجائر للسمر في المملكة عام 2015 دمر 9 آلاف هكتار وهذا يدق ناقوس خطر على البيئة التي تعاني أصلا كصحراء لتشديد العقوبات وتطبيقها مما خفف من الاحتطاب (إلى حدا ما). كما شجعت التجار والمستوردين على استيراد الحطب من خلال إعفائهم من الرسوم الجمركية وكل هذه الجهود من أجل توفير بيئة صحية وآمنة للمتنزهين.
ويخرج المتتنزهون هذه الأيام للاستمتاع بالطبيعة بعد موسم الأمطار واكتساء مناطق برية متعددة بالخضرة، ويقضون أوقات ممتعة وجميلة ولكنهم للأسف يساهم أغلبهم في تدمير البيئة من خلال ما يخلفون من مهملات وعبث وكأنهم يزورونه فقط لمرة واحدة ولا يعنيهم ما يحدث بعد ذلك، فنلاحظ كيف تنتشر أكياس البلاستك والكرتون وبقايا المعلبات في هذه الأماكن وكأنها تعرضت لغزو من مصنع بلاستك أو كرتون في منظر يشوه أي طبيعة، فتنتشر الروائح الكريهة والحشرات الطائرة والزاحفة التي تتجمع حول بقايا ومخلفات ما تركوه وكأنها دعوات مجانية للحشرات والزواحف.
ويعود المتنزهون سواء في المناطق البعيدة أو القريبة أو داخل المدن ويشتكون من انتشار الحشرات والزواحف والروائح الكريهة، متناسين ما خلفوه في هذه الأماكن وأنهم يتحملون المسؤولية في عدم تجميع نفاياتهم في أكياس مخصصة (توزع مجانًا في بعض أماكن التنزه) ووضعها في حاويات القمامة المخصصة بعيدًا عن دفنها أو إحراقها (كما يفعل البعض) والقيام بتجميعها قد لا يستغرق 10 دقائق في نهاية الرحلة ولكنه يحافظ على المكان وجماله واستمرار الاستمتاع به.
إذا أردنا التنزه سواء في الصحراء أو المتنزهات العامة في المدن والاستمتاع بها بعيدًا عن رفقة الحشرات والزواحف والرائحة الكريهة فلنقم بدورنا في تجميع مخلفاتنا ووضعها في الأماكن المخصصة ولنعتمد مبدأ (اجعل المكان أفضل مما كان) بعيدًا عن اتباع الأنظمة والقوانين حيث تشرع أغلب دول العالم عقوبات مالية مغلظة وأحيانا السجن أو الخدمة العامة في تنظيف المكان لكل من يرمي المخلفات، ليكن دافعنا هو تحمل مسؤوليتنا الإنسانية في الحفاظ على البيئة ففي النهاية أنا وأنت وهو من سيستمتع أو يتأذى من الإساءة لها.