جنودنا يحمون حدودنا منتصرون سعداء، وإن رحلوا شهداء وهم درع الوطن وحماته..
لقد قام توحيد مملكتنا الغالية بمساحتها الشاسعة وبأصقاعها المتباعدة، بتوفيق الله أولاً ثم بإرادة الرجال وعزيمة الأبطال الأفذاذ بقيادة أسد هصور صبور تحقق بهذا الإنجاز العظيم قيام أكبر وأهم مملكة عربية إسلامية في العصر الحديث مملكة متلاحمة قائمة على الإيمان والترابط ووشائج المحبة وما زالت شامخة ولم تزدها الأيام والسنون إلا قوة ومنعة وازدهاراً وقد حباها الله منذ الأزل بفضله وكرمه خصائص ومميزات لا تحصى بحيث جعلها أطهر بقاع الأرض وفيها بيته الحرام ومبعث نبيه العظيم الهادي البشير وخاتم الأنبياء والمرسلين الذي لا نبي بعده إلى أن تقوم القيامة ويبعث الله العباد إلى الدار الباقية برحمته وكرمه ورضوانه، ومملكتنا التي أنجبت الصناديد من الآباء الميامين إبان عملية التأسيس ومراحل التوحيد والبناء هذا الكيان العظيم هؤلاء الأبطال بقيادة الملك عبدالعزيز هي التي أنجبت أبناءنا الذين يحمون ويحرسون حدودنا الآن وفي كل حين بالأرواح وفي كل وقت وفي جميع الظروف والأحوال يدافعون عنها بعزيمة لا تقهر وإرادة لا تتقهقر وهم مصدر فخرنا وتاج رؤوسنا لأنهم يحمون الأرض والعرض ويحافظون بأمانة ووفاء على إرث آبائهم وأجدادهم وهم -بإذن الله- منتصرون وسيعيشون سعداء ترعاهم عناية الرحمن وحكومة وفية مخلصة وأمينة بقيادة ملك عادل تعيش المملكة كلها في عهده بأمن وأمان ورخاء ويحظى جنودنا البواسل في جميع الثغور بكل معاني التكريم والتقدير والوفاء وسيعيشون بإذن الله مرفوعي الرؤوس بما حققوه وسيحققونه لبلادهم وقيادتهم الرشيدة في صفحات العزة والكرامة من انتصارات باهرة قاهرة على كل من يريد بهاء سوء حقداً أو حسداً أو طمعاً.
وهنا نرفع أيدينا ونتجه بقلوبنا داعين رب العزة والجلال بأن يحفظ لبلادنا أمنها ورخاءها وعزتها وكرامتها وترابط أبنائها وشجاعة وبسالة جنودها في الدفاع عن كل شبر من حدودها وعن كل حفنة رمل داخل هذه الحدود من ثراها الطاهر وبتوفيق الله تعالى سيحظون ويحتفلون بالانتصار تلو الانتصار وسيتوجون بأوسمة الفخار أحياء وأمواتا وقدوة ومثالاً ونبراساً لأبنائهم وأحفادهم وهم إن عاشوا بعد الانتصار وهزيمة الأعداء سيظلون سعداء هاماتهم مرفوعة ومن رحل في ساحات الوغى فهم شهداء لأنهم يدافعون عن أطهر بقاع الأرض وعن كرامة وعزة آبائهم وأجدادهم ومستقبل أبنائهم وبمعنى مختصر إن عاشوا سعداء وإن رحلوا شهداء ولهم منا الدعاء.. والله ولي التوفيق.