فهد بن جليد
من حقك أن تحلم في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وتجتهد في سلك الطرق الصحيحة المؤدية لحلمك، وستتحقق كل أمانيك حتمًا؛ فلم يعد للمستحيل مكان بيننا بوجود المسؤول المخلص والمؤتمن الذي يعمل وفق مبادئه الأخلاقية والإنسانية، وانطلاقًا من التزاماته ومسؤولياته الوظيفية.
تلك باختصار حكاية (الطالبة والأمير) عندما بدأت تهاني طالبة التمريض بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية رحلتها للمطالبة بتحقيق حلمها ورغبتها عبر تويتر منذ إبريل الماضي، بحضور والدها حفل تخرجها من الجامعة تقديرًا لما بذله من أجلها في الرعاية والتربية والاهتمام، ولاسيما أن هناك العديد من الطالبات لا يوجد من يشاركهن فرحة التخرج سوى الأب مع غياب الأم. وبقيت أمنية تهاني ورفيقاتها حبيسة تويتر ثمانية أشهر حتى أفاض لها الله الأمير الشاب عبدالله بن بندر وزير الحرس الوطني؛ ليُدخل السرور في قلب تهاني وزميلاتها ومَن سيأتي بعدهن من الطالبات، وذلك في أول 48 ساعة منذ توليه المنصب، بالالتفات -رغم عظم المسؤولية وأهميتها- إلى مطالب الفتيات المتجددة، وتحقيق رغبتهن، بحضور الآباء حفل تخرج الطالبات؛ لتعم الفرحة والبهجة القلوب والبيوت.
لست هنا بصدد الحديث عن شخصية الأمير عبدالله بن بندر الذي يغرد بتفرد في سماء الإبداع والإنجاز والمسؤولية الممزوجة بالتواضع والإنسانية منذ المراحل المبكرة من حياته، وبعد توليه العديد من المناصب والمسؤوليات، حتى وصوله نائبًا لأمير منطقة مكة المكرمة، ثم تعيين سموه وزيرًا للحرس الوطني؛ فهواتف السعوديين وذاكرتهم تحمل وتحفظ العديد من المواقف والصور والأحداث التي تمنح الرجل ما يستحق من التقدير والإعجاب والمحبة نظير جده واجتهاده في تأدية ما ائتُمن عليه من مهام بكل صدق وإخلاص.. فلا غرو؛ فهو خريج مدرسة الملك سلمان والأمير محمد بعنوانها العظيم (الحزم والعزم)، وهو المحظوظ بتجربة العمل الإداري لصيقًا للأمير خالد الفيصل؛ ليختصر الزمن والخبرة والحكمة.. وهو من نهل قبل ذلك من والده الأمير بندر السمت بالتواضع وحب الناس، وباتت بصمات الخير واضحة على محياه، وتحيط به من كل جانب.
الحديث عن عبدالله بن بندر الإنسان والوزير والأمير يطول؛ فهو قامة تستحق الكثير، ولكن لنخرج من قصة تهاني وزميلاتها بأنهن استطعن تغيير واقعهن نحو الأفضل بالطريقة الصحيحة والنظامية، وبالثقة في وجود المسؤول المؤتمن الذي سيسمع صوتهن. تلك الحكاية ستبقى قصة تروى؛ لتختصر كل حلم وأمنية لأي مواطن ومواطنة في أي بقعة من بلادنا الغالية. شكرًا سمو الأمير بعدد من تحققت أمنياتهن بهذا القرار والتفاعل الجميل والسريع.
وعلى دروب الخير نلتقي.